باريس-سانا
أظهرت دراسة نُشرت اليوم أن انبعاثات الوقود الأحفوري العالمية ستصل إلى مستوى قياسي جديد هذا العام، محذّرةً من أن الحدّ من ارتفاع درجة حرارة الأرض بأقل من 1.5 درجة مئوية بات “مستحيلاً” عملياً.
وأوضح تقرير صادر عن “مشروع الكربون العالمي” ( (Global Carbon Budget نشرته وكالة فرانس برس، والذي يراجع سنوياً الانبعاثات الناتجة عن النشاط البشري من ثاني أكسيد الكربون، أن الانبعاثات سترتفع بنسبة 1.1 بالمئة في 2025 مقارنة بالعام الماضي، لتبلغ نحو 38.1 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، نتيجة زيادة استخدام النفط والغاز والفحم، وعدم كفاية التقنيات المتجددة لتعويض الطلب المتزايد على الطاقة.
وأشار فريق العلماء الدوليين الذين أعدّوا الدراسة إلى أن الكمية المتبقية من ثاني أكسيد الكربون التي يمكن إطلاقها للحفاظ على الاحترار ضمن حد 1.5 درجة مئوية، تبلغ نحو 170 مليار طن فقط، أي ما يعادل أربع سنوات من الانبعاثات بالمعدلات الحالية، ما يجعل تحقيق هذا الهدف “تقنياً” مستحيلاً.
ونُشرت الدراسة بالتزامن مع انعقاد مؤتمر المناخ (كوب 30) في مدينة بيليم بمنطقة الأمازون البرازيلية، حيث يخيّم فشل الجهود العالمية في الحد من الانبعاثات على المداولات، في ظل غياب الولايات المتحدة، ثاني أكبر مصدر للانبعاثات في العالم.
وسجّلت الولايات المتحدة ارتفاعاً في انبعاثات الفحم بنسبة 7.5 بالمئة هذا العام نتيجة ارتفاع أسعار الغاز، ما أدى إلى زيادة الاعتماد على الوقود الأكثر تلويثاً، كما ارتفعت الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي بفعل شتاء بارد زاد الطلب على التدفئة.
وفي المقابل، تراجعت وتيرة الزيادة في الانبعاثات في الهند بفضل توسّع مصادر الطاقة المتجددة، فيما بدأت انبعاثات الصين، أكبر ملوّث في العالم، بالاستقرار وفق التقرير.
يذكر أن اتفاق باريس للمناخ الذي وُقّع عام 2015 يهدف إلى حصر ارتفاع حرارة الأرض دون درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، مع السعي لإيقافه عند 1.5 درجة، إلا أن معظم الدراسات المناخية الحديثة تشير إلى أن العالم بات قريباً جداً من تجاوز هذا الحد، وسط استمرار اعتماد الاقتصادات الكبرى على الوقود الأحفوري رغم توسع الاستثمارات في الطاقة النظيفة.