نيويورك-سانا
حذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة من أن الارتفاع المتوقع في درجات الحرارة العالمية على مدار هذا القرن انخفض بشكل طفيف فقط، ما يجعل العالم يتجه نحو تصعيد خطير في مخاطر وأضرار المناخ.
ونقل مركز أنباء الأمم المتحدة عن البرنامج قوله في تقرير بعنوان “تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2025.. بعيداً عن الهدف”: إن توقعات الاحتباس الحراري العالمي على مدار هذا القرن، استناداً إلى التنفيذ الكامل للمساهمات المحددة وطنياً، تتراوح الآن بين 2.3 و2.5 درجة مئوية، مقارنة بـ 2.6 و2.8 درجة مئوية في تقرير العام الماضي.
ونبه البرنامج إلى أن التحديثات المنهجية تمثل 0.1 درجة مئوية من التحسن، كما أن الانسحاب المرتقب للولايات المتحدة من اتفاق باريس سيلغي 0.1 درجة مئوية أخرى، ما يعني أن المساهمات المحددة وطنياً لم تحدث فرقاً يذكر.
وأضاف البرنامج: إن الدول لا تزال بعيدة كل البعد عن تحقيق هدف اتفاق باريس للحد من الاحتباس الحراري إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين، مع مواصلة الجهود للبقاء دون 1.5 درجة مئوية.
يشار إلى أن اتفاق باريس للمناخ “كوب 21″، هو أول اتفاقية عالمية شاملة لمكافحة التغير المناخي، تم التوصل إليه بعد مفاوضات مكثفة خلال مؤتمر الأمم المتحدة الحادي والعشرين للتغير المناخي، الذي انعقد في باريس عام 2015.
زمن محدود
وأظهر تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن متوسط ارتفاع درجة الحرارة العالمية على مدى عقود سيتجاوز 1.5 درجة مئوية، وسيكون من الصعب عكس هذا الوضع، إذ يتطلب تخفيضات إضافية أسرع وأكبر في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتقليل الأضرار التي تلحق بالأرواح والاقتصادات، وتجنب الاعتماد المفرط على أساليب إزالة ثاني أكسيد الكربون غير المؤكدة.
فشل الوفاء بالالتزامات
المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغر أندرسن قالت: إن الدول بذلت ثلاث محاولات للوفاء بالوعود التي قطعتها بموجب اتفاق باريس، وفي كل مرة كانت تفشل في تحقيق هدفها.
وأضافت: “الخطط الوطنية للمناخ حققت بعض التقدم، إلا أنها لا تزال بعيدة كل البعد عن السرعة الكافية، ولهذا السبب ما زلنا بحاجة إلى تخفيضات غير مسبوقة في الانبعاثات في إطار زمني ضيق بشكل متزايد، في ظل خلفية جيوسياسية متزايدة الصعوبة”.
لكنها شددت على أن تحقيق هذا لا يزال ممكناً، وأن الحلول المجربة موجودة بالفعل، بما فيها النمو السريع للطاقة المتجددة الرخيصة ومعالجة انبعاثات الميثان.
ويستعد العالم لانعقاد قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب 30) في مدينة بيلم البرازيلية، خلال الفترة من الـ 6 إلى الـ 21 من تشرين الثاني الجاري، بمشاركة قادة دول وعلماء ومنظمات غير حكومية، وممثلين عن المجتمع المدني، لمناقشة أولويات التصدي لتغير المناخ.
يركز المؤتمر هذا العام على حصر الاحترار العالمي في حدود 1.5 درجة مئوية، واستعراض المساهمات الوطنية الجديدة، إلى جانب متابعة الالتزامات المالية التي تم التعهد بها في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين.