نيويورك-سانا
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن وكالة الأونروا المعنية بدعم لاجئي فلسطين، تجبر على العمل تحت ضغوط شديدة ومتزايدة، حيث يقتل موظفوها وتدمر منشآتها في غزة، وتواجه عجزاً هائلاً في الميزانية، وسيلاً من التضليل.
ونقل مركز أنباء الأمم المتحدة عن غوتيريش، قوله خلال اجتماع وزاري عُقد على هامش فعاليات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة: “يجب دعم عمل الأونروا سياسياً ومواجهة التشويه الذي يهدد أحد شرايين الحياة القليلة المتبقية للعديد من لاجئي فلسطين”، مشدداً على ضرورة ضمان تمويل الوكالة “بشكل عاجل وكامل” لتتمكن من تنفيذ ولايتها.
وأعرب غوتيريش عن إعجابه العميق واحترامه وامتنانه لموظفي الأونروا في غزة، الذين قُتل أكثر من 370 منهم خلال الأحداث المأساوية الجارية، وقال: “إن بطولاتهم الشجاعة والمخلصة لشعب غزة “تُلهم العالم، ولن ننسى بطولتهم أبداً”.
من جانبه، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني: “إن العالم يشهد منذ ما يقرب من عامين “استهتاراً مروعاً بالحياة والقانون الدولي” في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأكد لازاريني، أن المجاعة في غزة “نتيجة صارخة للتقاعس والإفلات من العقاب المطولين”، مؤكداً أن التاريخ سيسأل إلى الأبد “لماذا لم يتم منع الإبادة الجماعية في غزة، والتي ارتُكبت تحت أنظار العالم”.
وأكد لازاريني أن الهجمات المتواصلة على الأونروا ترمي لتفكيك الوكالة، وإنهاء وضع اللاجئين الفلسطينيين، وتقويض آفاق حل الدولتين بشكل أكبر، لافتاً إلى أن الوكالة تواجه حملة تضليل شرسة وممولة جيداً بقيادة حكومة إسرائيل، استهدفت المشرعين في الدول المانحة، لتشويه سمعتها وخنق الدعم السياسي والتمويل لعملها الحيوي.
ونبه لازاريني إلى أنه يتم الآن نشر حملات مماثلة لإسكات كيانات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات غير الحكومية الدولية والمسؤولين الحكوميين، لتبرير اغتيال الصحفيين وإنكار حقيقة المجاعة والجرائم الدولية الأخرى.
بدورها أشارت رئيسة الجمعية العامة، أنالينا بيربوك، إلى أن إيقاف وكالة أونروا عن العمل سيُقلل من احتمالية بناء المؤسسات الفلسطينية المستقبلية، وقالت: “من الواضح جداً أنه إذا انهارت الأونروا، ستنهار الآمال الهشة أيضاً، وسيقوض ذلك السعي إلى حل شامل وعادل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
من جانبه قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بوينو: “إنه يجب على المجتمع الدولي مواصلة دعم وكالة أونروا، “موضحاً أن “الوضع المتردي في غزة والضفة الغربية والمنطقة بأسرها، يضغط على الوكالة أكثر من أي وقت مضى للوفاء بواجباتها وتلبية احتياجات ملايين اللاجئين الفلسطينيين”.
وقال وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا: “إن العنف المنهجي ضد الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك ضد نسبة كبيرة من النساء والأطفال، يقدم أدلة مقلقة تشير إلى ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الإبادة الجماعية والتطهير العرقي” مجدداً رفض البرازيل القاطع لمحاولات نزع الشرعية عن الأونروا، والهادفة لاستبدالها بجهات أخرى “تعسكر توزيع المساعدات في غزة، مؤكداً دعم بلاده تجديد ولاية الأونروا”.
بدوره، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: إن “حملة اغتيال سياسي تُشن ضد الأونروا قبل السابع من تشرين الأول 2023 بوقت طويل”، لأنها تُمثل أمل اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم،” مشدداً على ضرورة ترجمة الدول دعمها السياسي لوكالة أونروا إلى إجراءات عملية تمكنها من مواصلة عملها النبيل.
وتشن إسرائيل منذ مطلع العام الماضي 2024 حملة مزاعم وادعاءات، لا أساس لها، على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من أجل خفض المساعدات المقدمة للمنظمة، وإلغائها ووقف عملها في إغاثة أهالي قطاع غزة وأطفالهم.