جنيف-سانا
رغم انخفاض وفيات الحصبة بنسبة 88 بالمئة منذ العام 2000، حذرت منظمة الصحة العالمية من تسارع تفشي المرض عالمياً بسبب نقص تحصين ملايين الأطفال بعد سنوات الاضطرابات المرتبطة بجائحة كـوفيد-19.
وبحسب بيان للمنظمة، تسبب الفيروس خلال العام الماضي بوفاة نحو 95 ألف شخص، معظمهم من الأطفال.
وقالت الدكتورة كيت أوبراين، مديرة التحصين واللقاحات والمستحضرات البيولوجية بالمنظمة، في البيان الذي نقله مركز أنباء الأمم المتحدة: “إن فيروس الحصبة لا يزال من أشد الفيروسات التنفسية فتكاً من حيث العدوى، حيث يمكن لشخص واحد أن ينقل العدوى إلى ما يصل إلى 18 آخرين”، منبهة إلى أن الحصبة خطيرة للغاية، خلافاً لما يعتقد الكثيرون ولكنها كذلك يمكن أن تكون مميتة.
وشددت أوبراين على أنه لا ينبغي لأي طفل أن يعاني عواقب الحصبة، حيث توفر جرعتان من اللقاح حماية بنسبة 95 بالمئة، لكن المأساة هي أن الأطفال غير محميين لأن النظام لا يصل إليهم”.
ورفضت أوبراين المعلومات المضللة حول اللقاحات، مشيرة إلى أن الادعاءات الكاذبة وخاصة عبر الإنترنت تُقوّض الثقة، وأن فجوات الوصول، وليس التردد، لا تزال أكبر عائق أمام وقف الحصبة.
ودعت أوبراين القادة السياسيين والمجتمعيين إلى مشاركة معلومات دقيقة وقائمة على الأدلة، مشيرة إلى أن الثقة هي “البداية والوسط والنهاية لبرامج التطعيم الناجحة”.
بدورها قالت رئيسة البرنامج الأساسي للتحصين بمنظمة الصحة العالمية ديانا تشانغ-بلانك،: “إن الحصبة لا تعرف حدوداً، ولن يصبح بلد ما في مأمن إلا بتحصين كل طفل بشكل كامل، أينما كان”.
يذكر أنه تم تطعيم أكثر من 11 مليون طفل بالفعل من خلال الحملة العالمية “التعويض الكبير”، والتي تستمر حتى عام 2025، لكن منظمة الصحة العالمية أشارت إلى أن البلدان بحاجة إلى مراقبة أقوى، واستجابة أسرع لتفشي الأمراض، والتزام سياسي متجدد لتحقيق أهداف أجندة التحصين 2030.
وفي العام الماضي، أصيب حوالي 11 مليون شخص حول العالم بالعدوى – أي بزيادة قدرها 800 ألف شخص تقريباً عن فترة ما قبل الجائحة، وحدثت معظم الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة، حوالي 80 بالمئة منها في إفريقيا وشرق البحر الأبيض المتوسط.