دمشق-سانا
تواصل مديرية المهن الصحية في وزارة الصحة تنفيذ خطة شاملة للتعليم والتدريب الطبي المستمر، تستهدف جميع الكوادر التمريضية بالمشافي والمراكز الصحية في مختلف المحافظات، لتعزيز الكفاءة المهنية والاستجابة الفاعلة للاحتياجات الصحية بما يسهم في تطوير أداء القطاع الصحي والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
توسيع نطاق التدريب ورفع الكفاءة

وأوضح مدير مديرية المهن الصحية دريد الرحمون في تصريح لمراسلة سانا أن الخطة تعتمد على سلسلة من التدريبات المتدرجة من الأبسط إلى الأكثر تخصصاً، مشيراً إلى أن عدد المستفيدين من هذه البرامج خلال العام الجاري بلغ نحو 1500 متدرب في عدة محافظات، منها دمشق وريفها ودرعا وحلب وحمص وحماة وطرطوس، مع التحضير لتنفيذ تدريبات قادمة في إدلب واللاذقية ودير الزور، بهدف تحقيق شمولية التدريب في جميع المحافظات دون استثناء.
برامج متنوعة لتطوير الأداء المهني
وبين الرحمون أن الدورات تشمل محاور متعددة، تبدأ من مهارات التواصل وضبط العدوى، وصولاً إلى تدريبات متقدمة ضمن حزمة الصحة الإنجابية، لافتاً إلى أن الوزارة تعتمد نظام التدريب المتسلسل لتطوير كفاءة العاملين تدريجياً وفق مستويات محددة، بما يضمن رفع مستوى الأداء وتحقيق العدالة في توزيع فرص التدريب.
تعويض النقص في الكوادر
وأكد الرحمون أن التدريب يسهم في تعويض النقص في الكادر التمريضي من خلال التركيز على النوعية ورفع الكفاءة، موضحاً أن الوزارة تعمل على تأهيل الممرضين الحاليين ليتمكنوا من أداء مهام أكبر وأكثر تخصصاً، بما يسد الفجوات الناتجة عن قلة الأعداد في بعض المرافق الصحية.
شراكات دولية في التدريب
وأشار الرحمون إلى أن الوزارة تنفذ مجموعة من البرامج التدريبية بالتعاون مع منظمات دولية، من بينها منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” التي تشرف على تدريب الكوادر في مجالات الإرضاع الطبيعي، والإنعاش القلبي المتقدم، وضبط العدوى، إضافة إلى التعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان “UNFPA” في برامج الصحة الإنجابية التي تتضمن تدريباً على الإنعاش الرئوي.
دورات تخصصية جديدة

ويتم التحضير، وفق الرحمون، لإطلاق دورتين تخصصيتين جديدتين بالتعاون مع منظمات دولية، الأولى بعنوان “غسيل الكلية” وتستهدف 150 متدرباً من مختلف المحافظات لتأهيل الممرضين العاملين في هذا المجال، والثانية بعنوان “فني القلب الصناعي” وتستهدف 30 متدرباً لمدة ستة أيام تدريبية، تليها فترة متابعة عملية لمدة شهرين في المشافي، يحصل بعدها المتدرب على شهادة تؤهله لممارسة عمله فني قلب صناعي.
مذكرة تفاهم لتحسين التعليم وممارسة المهنة
وبين الرحمون أنه جرى توقيع مذكرة تفاهم بين السفارة السويدية في دمشق وصندوق الأمم المتحدة للسكان “UNFPA” بقيمة 2.7 مليون دولار ولمدة عامين؛ لتنفيذ مشروع جديد يهدف إلى تحسين تعليم وممارسة مهنة القبالة والتمريض في سوريا، على أن تشمل ترميم أربع مدارس للتمريض وتجهيز مخابرها بالوسائل التعليمية الحديثة، وتوظيف استشاريين لوضع استراتيجية وطنية للتمريض والقبالة للسنوات القادمة، وتعزيز التعاون الدولي والإيفاد الأكاديمي، وتطوير وتحديث المناهج التعليمية.
مراكز تدريبية متقدمة بتقنيات المحاكاة
وأشار الرحمون إلى أن الوزارة تعمل بالتعاون مع منظمة سامز على إنشاء مراكز تدريبية متقدمة في ثماني محافظات، منها مركزان رئيسيان في حمص وطرطوس مزودان بتقنيات المحاكاة الحديثة، إضافة إلى ستة مراكز تدريبية أخرى لتأهيل الممرضين وطلاب التمريض.
وبين أن المركزين الرئيسيين سيُستخدمان كمركز تعليمي وتدريبي متكامل تُجرى فيهما امتحانات عملية للعاملين، ما يعزز جودة التدريب ويرتقي بالمستوى العلمي والمهني للكوادر الصحية.
وتأتي هذه الجهود في إطار خطة الوزارة في تنفيذ خطة التدريب والتعليم الطبي المستمر بما يحقق رفع كفاءة الكوادر التمريضية والطبية المساندة، ويعزز جاهزية النظام الصحي الوطني لتقديم خدمات نوعية وشاملة في جميع المحافظات.