طرطوس-سانا
تعدّ بلدة مشتى الحلو في ريف طرطوس واحدة من أبرز المقاصد السياحية في سوريا، لما تتميز به من مقومات طبيعية وأثرية وخدمات سياحية تجعلها وجهة مفضلة للسياح العرب والأجانب، بما في ذلك مغارة الضوايات، وشجرة “دلبة المشتى” العملاقة، وجبل السيدة.

وأوضح رئيس بلدية مشتى الحلو المحامي جوزيف عيد، في تصريح لمراسلة سانا أن البلدة ترتفع عن سطح البحر نحو 600 متر، وتحيط بها مرتفعات خضراء وجبال بركانية، ويجاورها العديد من القلاع التاريخية مثل حصن سليمان وقلعة الحصن وبرج صافيتا وقلعة مصياف، مشيراً إلى أنها غنية بالينابيع العذبة والمواقع الطبيعية التي تجعلها مقصداً للسياحة الصيفية والشتوية.
ولفت عيد إلى أن البلدة تحتضن عدداً من الفعاليات الثقافية والفنية أبرزها مهرجان “الدلبة” الثقافي السنوي، إضافة إلى معارض تراثية وبازارات وحفلات موسيقية، مبيناً أن عيد “الحريرة” وما يتضمنه من أكلات تقليدية يعد جزءاً من الهوية التراثية للمنطقة، كما تشتهر البلدة بعيد السيدة التراثي الذي يقام في منتصف شهر آب من كل عام، إضافة إلى العديد من النشاطات السياحية المتنوعة.
وبين عيد أنه تتموضع فوق جبل السيدة الأثري بالبلدة، كنيسة تاريخية صغيرة، ويعتبر الجبل ذا طبيعة بركانية، ويعود زمن تشكله إلى ملايين السنين، ويعدّ مقصداً للسياح وخاصة في الأعياد والمناسبات.

وتشتهر مشتى الحلو أيضاً بشجرة الدلبة المعمرة التي يتجاوز عمرها 500 عام، والتي أصبحت رمزاً للبلدة، حيث ارتبط اسمها بعدد من المواقع المحلية مثل “ساحة الدلبة” و”مقهى الدلبة” و”نبع الدلبة”.
وتعود تسمية البلدة إلى اللغة السريانية، حيث تعني كلمة “أوشتي” الأرض الكثيرة الينابيع، أو “مشتو” أي النبع العذب، في إشارة إلى وفرة مواردها المائية التي أكسبتها شهرة واسعة على مر العصور.
وتُعتبر بلدة مشتى الحلو من أبرز المصايف السورية، وتأتي في مصاف الوجهات السياحية التي يقصدها الزوار إلى جانب مصايف اللاذقية وبلودان وصيدنايا في ريف دمشق، وقد اشتهرت هذه المصايف منذ عشرات السنين باعتدال مناخها وجمال طبيعتها، ما جعلها مقصداً للعائلات السورية والسياح العرب، وخصوصاً خلال فصل الصيف.

وعانى قطاع السياحة في سوريا على مدى سنوات طويلة من التدمير الممنهج الذي ارتكبه النظام البائد، حيث استُهدفت العديد من المناطق السياحية والأثرية، وتعرضت البنية التحتية الفندقية والخدمية للإهمال والتخريب، ما أدى إلى تراجع الحركة السياحية بشكل كبير.
وبعد انتصار الثورة السورية وسقوط النظام البائد في 8 كانون الأول الماضي وضعت الحكومة الجديدة ملف السياحة على رأس أولوياتها باعتباره رافعة أساسية للاقتصاد الوطني، حيث تعمل وزارة السياحة بالتنسيق مع الجهات المحلية والمجتمع الأهلي والمغتربين السوريين على إعادة تأهيل المصايف والمواقع السياحية وتشجيع الاستثمارات الجديدة، بما يعيد لسوريا مكانتها كوجهة سياحية إقليمية وعالمية تمتلك مقومات طبيعية وحضارية فريدة.





