اللاذقية-سانا
مع تصاعد وتيرة عودة الأهالي إلى قرى جبل الأكراد في ريف اللاذقية، يواجه السكان تحدياً أساسياً يعوق استقرارهم اليومي، غياب الأفران، هذا النقص الحاد في تأمين مادة الخبز يدفع آلاف العائدين إلى قطع مسافات طويلة نحو مناطق مجاورة مثل الداما وجسر الشغور وحتى مدينة اللاذقية، ما يزيد من الأعباء المعيشية ويضعف فرص الاستقرار
الأفران المدمرة تعرقل استقرار الأهالي

رئيس لجنة بلدة سلمى، طاهر يوسف عرب، أوضح أن المنطقة كانت تضم فرنين آليين قبل الحرب، وكانا يلبّيان احتياجات الأهالي بالكامل. إلا أن الدمار الذي طال البنية التحتية أدى إلى توقفهما عن العمل، ما ترك نحو عشر قرى محرومة من الخبز.
عرب ناشد الجهات المعنية للإسراع في إعادة تشغيل فرن سلمى، لما له من أثر مباشر في تحسين الواقع المعيشي.
الخبز أولاً… لكن الطريق إليه أطول من حلم العودة
العائد مصطفى عرب آغا أكد أن نقص الخبز يأتي في مقدمة التحديات، إلى جانب المياه والخدمات الصحية والتعليمية. أما أحمد مصطفى حسينو، فأشار إلى أنه يضطر لتكديس الخبز لفترات طويلة بعد جلبه من مناطق بعيدة، ما يفقده الطراوة ويجعله غير صالح للاستهلاك بعد ساعات، داعياً إلى تكثيف الدعم لإصلاح البنية التحتية.
في جبل الأكراد، لا تُقاس العودة فقط بعدد البيوت التي أُعيد فتحها، بل برغيف الخبز الذي يصل طازجاً إلى المائدة، إعادة تشغيل الأفران ليست مجرد مطلب خدمي، بل هي حجر الأساس في بناء حياة كريمة تعيد للقرى نبضها، وللأهالي كرامتهم، وللأرض طعمها الذي لا يُنسى.