ريف دمشق-سانا
يشهد القطاع السياحي في محافظة ريف دمشق في الفترة الأخيرة نشاطاً استثمارياً متزايداً، يتركّز على إعادة تأهيل المواقع السياحية وتطوير البنى الخدمية الداعمة لحركة الاصطياف والسياحة الدينية والثقافية.
تنوع المشاريع وأنماط الاستثمار

وأوضح مدير سياحة ريف دمشق المهندس محمد قاسم في تصريح لمراسل سانا أن المحافظة تضم 135 منشأة مبيت مستثمرة، و156 منشأة إطعام، إضافة إلى نحو 196 موقع عمل سياحياً مرخّصاً موزعاً على مختلف مناطق المحافظة، ما يعكس اتساع الخريطة السياحية وتنوع طبيعة المشاريع.
وأشار إلى أن المشاريع تشمل فنادق ومجمعات سياحية وموتيلات، إلى جانب مطاعم بمختلف السويات، من المطاعم الكبرى وصولاً إلى محال الوجبات السريعة والمقاهي والاستراحات الطرقية، إضافة الى عدد من مكاتب السياحة والسفر التي تنظم الرحلات داخل سوريا وخارجها، بما في ذلك رحلات الحج والعمرة.
توزع المشاريع السياحية
وأشار قاسم إلى أن بلدات الجبال وأماكن الاصطياف مثل الزبداني وبلودان ووادي بردى تشكّل العمود الفقري لقطاع الاصطياف في ريف دمشق، حيث تنتشر فيها منشآت الإطعام والمتنزهات العائلية، أما المناطق ذات الطابع الديني والتراثي مثل معلولا وصيدنايا، فتركّز على مشاريع خدمية صغيرة كالمطاعم والمتاجر والاستضافات، ضمن خطة الوزارة لإعادة تأهيل هذه المواقع وتعزيز حضورها على الخريطة السياحية العالمية.
وبين أن المناطق القريبة من دمشق والطرق الرئيسية المؤدية إلى المحافظات تستقطب عدداً كبيراً من الاستراحات الطرقية ومطاعم الوجبات السريعة والمكاتب السياحية، مع وجود مواقع مطروحة للاستثمار تشمل فنادق ومنتجعات ومجمعات ترفيهية.
المشاريع الصغيرة والمتوسطة
وبيّن مدير السياحة أن معظم المشاريع تندرج ضمن فئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بينما لا تزال المشاريع الكبيرة محدودة رغم وجود خطة لزيادتها لتلبية الطلب المتوقع مع تحسن الحركة السياحية وعودة الزوار، وأكد أن منشآت الإطعام في المصايف والمناطق التراثية بدأت تستعيد نشاطها تدريجياً بعد إعادة تأهيلها، في حين تواجه بعض المشاريع المتوسطة والكبيرة عقبات تمويلية وملكية.
إعادة تأهيل المواقع التراثية
وبحسب قاسم، تركّز الجهود الحالية على الترويج لمواقع الاصطياف وإعادة تأهيل المواقع التراثية مثل معلولا وصيدنايا، اللتين تُعدّان الأكثر جاهزية للعودة السريعة إلى الاستثمار، وأوضح قاسم أن ريف دمشق يمتلك مقومات كبيرة تعزز حضوره على خارطة السياحة الوطنية في المرحلة المقبلة.
وتواصل مديرية سياحة ريف دمشق بالتعاون مع الضابطة العدلية جولاتها الرقابية على المنشآت السياحية للتأكد من جاهزيتها والحفاظ على جودة الخدمات، ورغم التراجع الذي شهده قطاع السياحة في سوريا خلال السنوات الماضية، فإنه يشهد اليوم نهضة جديدة مع بدء وزارة السياحة بتنفيذ خطط لإعادة إنعاش الحركة السياحية عبر تحسين البيئة الاستثمارية ودعم المشاريع في مختلف المناطق، مستندة إلى تنوع المقاصد السياحية وثراء البيئة الثقافية والدينية في البلاد.