دمشق-سانا
أطلقت جمعية أطباء الأطفال السورية اليوم مؤتمرها السنوي الثاني والثلاثين تحت عنوان “نحو رعاية أفضل لأطفال سوريا”، بهدف الاطلاع على أحدث التطورات العلمية في مجال طب الأطفال والرعاية الصحية للطفل، بحضور عدد من الأطباء والاختصاصيين من داخل سوريا وخارجها، وذلك في المشفى الوطني الجامعي بدمشق.

ويستمر المؤتمر ثلاثة أيام، ويتضمن نحو أربعين محاضرة تغطي أحدث التطورات في طب الأطفال، وتشمل محاور أبرزها التشوهات الوعائية والربو وأمراض الرئة، وفرط التوتر الشرياني والقصور الكلوي، وتحديثات اللقاحات العالمية ولا سيما لقاح الفيروس المخلوي التنفسي، إضافة إلى محاور حول التغذية وسوء التغذية وعوز الزنك وفيتامين “د”، والاضطرابات الهرمونية والاستقلابية والنفسية عند الأطفال، إلى جانب ورشة عمل حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي ومحاضرات تعريفية بالأدوية الموجهة للأطفال.
“فرصة لتبادل الخبرات”

معاونة وزير التعليم العالي والبحث العلمي للشؤون الإدارية الدكتورة عبير قدسي أكدت في كلمة لها أن الأطباء في سوريا يتحملون مسؤولية مهمة في معالجة التحديات الصحية، مشيرة إلى أن المؤتمر يأتي ضمن رحلة التعافي ولما للأطفال من أولوية في رفع المستوى الصحي، ويتميز بمحاور مميزة تشمل الذكاء الاصطناعي والصحة العامة واللقاحات، متمنية أن تسفر أعمال المؤتمر عن توصيات عملية لتطوير الرعاية الصحية بشكل كامل، بما يتطلب تضافر الجهود لتنفيذها.

رئيس جمعية أطباء الأطفال السورية الدكتور عثمان حمدان أوضح في تصريح لـ سانا أن المؤتمر يعد منصة علمية واجتماعية لأطباء الأطفال في سورية لعرض التطورات التي وصل إليها هذا المجال وفرصة لاجتماع الأطباء وتبادل الخبرات، لافتاً إلى أنه يشمل مختلف اختصاصات طب الأطفال، من التغذية واللقاحات إلى أمراض الدم والأورام والأمراض الصدرية.

بدورها استعرضت الدكتورة فاطمة ضميراوي، استشارية أمراض الصدر والربو عند الأطفال، خلال محاضرتها حول انتشار الربو، نتائج دراسات مقارنة بين فترتين زمنيتين، مشيرة إلى أن انتشار الربو عند الأطفال قبل عام 2010 كان حوالي 5%، فيما أظهرت دراسة أعيدت في عام 2019 ازدياداً بأربعة أضعاف بسبب آثار القصف والنفايات والمواد الكيميائية والنزوح، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الإصابة لدى الأطفال والبالغين، مؤكدة أهمية فهم أسباب انتشار الربو ووضع استراتيجيات للتعامل مع هذه الظاهرة الصحية.

بدوره، ركز الدكتور عدنان حسامي، اختصاصي جراحة الأطفال، خلال محاضرته على الارتداد البولي من المثانة إلى الكلية، موضحاً أنه مرض شائع يرتبط بالتهابات المسالك البولية عند الأطفال، وأهمية تحديد الحالات التي تحتاج إلى تدخل جراحي مبكر، مشيراً إلى ضرورة الكشف المبكر لخطورة المرض على وظيفة الكلية وإمكانية تطوره إلى قصور كلوي مستقبلي، وضمان علاج الأطفال في الوقت المناسب والحفاظ على صحة الكلى.
“تقنيات الذكاء الاصطناعي وتسهيل عمل الأطباء”

بدوره، قدم الدكتور معاوية العليوي، طبيب أطفال في دولة الإمارات العربية المتحدة، رؤية حول أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في طب الأطفال، وأبرز تطبيقاته في الممارسة اليومية، بدءاً من التشخيص المبكر والخوارزميات التي تساعد الأطباء على اتخاذ القرارات الطبية والتنبؤ بالمضاعفات، وصولاً إلى الترجمة الفورية التي توفر الوقت بشكل كبير، مشيراً إلى بداياته في هذا المجال عبر إنشائه نموذجاً خاصاً باسم “Dr. Sirio GPT”، وهو أول نموذج ذكاء اصطناعي متخصص في طب الأطفال على مستوى العالم، قام بتطويره لاحقاً ليصبح مجيباً متحدثاً وبعدها أفاتاراً تفاعلياً، كما شارك تجارب سريرية ناجحة باستخدام هذه التقنيات في تحسين رعاية الأطفال وتسهيل عمل الأطباء.
ويرافق المؤتمر معرض للعديد من الشركات المتخصصة في الصناعات الغذائية والدوائية، والتي تقدم أحدث الابتكارات والمنتجات الدوائية والأغذية المصممة خصيصاً لتلبية احتياجات الأطفال الصحية والتغذوية.








