درعا-سانا
يشهد قطاع تربية الثروة الحيوانية في محافظة درعا تراجعاً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، وفقاً لمصادر محلية نتيجة مجموعة من التحديات أبرزها ارتفاع أسعار مستلزمات التربية من أعلاف وأدوية بيطرية، إلى جانب تأثيرات الجفاف وقلة المراعي الطبيعية.
ويتطلع عدد من مربي المواشي الى اتخاذ إجراءات عاجلة لدعم الثروة الحيوانية وتوفير الأعلاف والأدوية البيطرية بأسعار مناسبة وكميات كافية عبر المؤسسات الحكومية، وتأمين مصادر مياه دائمة بالتنسيق مع وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي ومديرياتها المختصة.
وأوضح عمار عسكر، صاحب مزرعة لتربية المواشي في ريف المحافظة من أربعين عاماً في تصريح لمراسل سانا أن غلاء الأعلاف وشح المياه وعدم صلاحية الأدوية البيطرية أدى إلى تراجع الثروة الحيوانية بنسبة تقارب 50 بالمائة.

فيما دعا هاني عسكر، مسؤول عن مزرعة لتربية الأغنام والأبقار في طفس، الجهات الحكومية لمراقبة مدى صلاحية وجودة الأدوية البيطرية المتوفرة في الأسواق وتأمينها لضمان استمرارية العمل وتفاديا لخسائر المربين مشيراً أن استخدام أدوية فاسدة أدى إلى نفوق نحو 30 رأساً من الأغنام و10 رؤوس من الأبقار لديه.
من جانبه، قال المربي قاسم أبو السل من نوى إن الثروة الحيوانية تمرّ بأسوأ مرحلة منذ سنوات بسبب الجفاف وقلة المراعي، موضحاً أنه أنفق منذ صيف العام الماضي وحتى اليوم نحو 250 مليون ليرة سورية لتأمين الغذاء لـ 170 رأساً من الأغنام، مؤكداً أن استمرار هذا الواقع يهدد مصدر رزق المربين بشكل مباشر.
وفي السياق ذاته، أوضح ماهر أبو خروب، صاحب جاروشة أعلاف في المنطقة الجنوبية من المحافظة، أن الطلب على الأعلاف مرتفع جداً مقابل محدودية الكميات المتوفرة، محذراً من غياب الرقابة الفاعلة على الأسعار في ظل استغلال بعض التجار للواقع الراهن ورفع الاسعار بشكل مبالغ فيه، مما يشكل عبئاً كبيراً لتأمين الاعلاف اللازمة لقطاع تربية الثروة الحيوانية واستمراره.
بدوره بين رئيس اتحاد الفلاحين في درعا المهندس فؤاد الحريري لـ سانا أن إجمالي القطيع في المحافظة يبلغ نحو 616 ألف رأس من الأغنام، و92 ألف رأس من الماعز، وقرابة 39 ألف رأس من الأبقار، مشيراً إلى أن هذه الأعداد تشهد تراجعاً مستمراً جراء اهمال النظام البائد للقطاع خلال الفترة السابقة، اضافة لظروف الجفاف وتأثيره على المراعي وصعوبة تأمين الأعلاف، واضطرار المربين إلى بيع جزء من قطعانهم لتغطية تكاليف الغذاء لباقي القطيع.
وأكد الحريري أن العمل مستمر بالتعاون مع الوزارات المعنية ووزارة الاقتصاد لتأمين الأعلاف اللازمة بعيداً عن احتكار التجار، مطالباً المنظمات الدولية بدعم القطاع الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي، وتأمين الأدوية والأعلاف وكل ما يلزم للحفاظ على الثروة الحيوانية الى جانب ما تتخذه الجهات الحكومية في هذا الشأن.
وذكر الحريري أن اتحاد الفلاحين يعمل على تنظيم دورات ومحاضرات توعوية بالتعاون مع مديريات الزراعة لتشجيع زراعة المحاصيل الرعوية والعلفية الجديدة المناسبة لمناخ المحافظة، إلى جانب تنسيق الجهود مع الجهات الحكومية للحد من الرعي الجائر وتحديد مناطق رعي مخصصة للثروة الحيوانية بما يضمن حماية المراعي واستدامة الإنتاج.
وأشار إلى أن طلاب وأساتذة المعسكر الإنتاجي في كلية الطب البيطري بفرع جامعة دمشق بدرعا نفذوا ورشة عمل ميدانية مؤخراً في حظائر بلدة معربة بريف درعا الشرقي، بهدف إجراء فحوصات طبية للثروة الحيوانية وتقديم العلاجات والأدوية اللازمة، وذلك في إطار تعزيز العلاقة بين الجامعة والمجتمع المحلي وتطوير الخبرات العملية للطلبة.




