ريف دمشق-سانا
من قلب الريف الدمشقي، حيث تختلط ذاكرة الأرض بقصص سكانها، تأتي حملة التبرع “ريفنا بيستاهل” المقررة في الـ 20 من أيلول الجاري، لتشكل نداء يجمع أبناء الوطن لإعادة الحياة إلى مناطقهم المتضررة التي أنهكها الإهمال والدمار لسنوات طويلة جراء نظام بائد غيّب فيها كل المظاهر والحقوق الخدمية اللازمة لحياة كريمة للمواطنين.
بجهود مشتركة بين الدولة والمجتمع الأهلي، تتركز آمال أهالي ريف دمشق على أن تلبي حملة “ريفنا بيستاهل” احتياجات المحافظة في كل قطاع حيوي يمسّ حياتهم اليومية، في مشهد يؤكد أن السوريين قادرون على إعادة البناء والمضي قدماً للاهتمام بمناطقهم وإعادة إحيائها كما تستحق.
تشغيل 170 محطة ضخ
قطاع المياه سيكون ضمن قائمة أولويات العمل بعد الحملة، لإعادة تشغيل 170 محطة ضخ مياه خرجت عن الخدمة خلال سنوات الحرب، إلى جانب بناء وترميم 54 خزان تغذية لضمان وصول المياه النظيفة إلى الأهالي، إضافة إلى تحسين شبكات الصرف الصحي والنظافة العامة بما يضمن بيئة صحية آمنة، وفق مسؤول الإعلام الحكومي في ريف دمشق بسام حليحل.
تأهيل الشبكات ومراكز التحويل
وأكد حليحل في تصريح لسانا أن قطاع الكهرباء سيتم أيضاً العمل عليه من تبرعات الحملة لإجراء صيانة شاملة للبنى التحتية التي تجاوزت فيها نسبة الضرر 70 بالمئة، ولمحطات التغذية الكهربائية التي خرجت عن الخدمة، كما أن الخطة تستهدف إعادة تأهيل الشبكات، ومراكز التحويل المتضررة لضمان استقرار التغذية الكهربائية في المدن والقرى.
10 مشاف جديدة قادمة
في قطاع الصحة سيتم التركيز على تعزيز الخدمات الطبية في مناطق المحافظة التسع، عبر إنشاء 10 مشافٍ عامة، و25 مركزاً صحياً، موزعة على المدن والقرى، إضافة إلى تجهيز 12 منطقة صحية، لتلبية الاحتياجات الطبية المتزايدة، بما يضمن وصولها إلى جميع المواطنين في الريف وفق المسؤول الإعلامي بسام حليحل.
اهتمام مضاعف بالقطاع الزراعي
أما بالنسبة لقطاع الزراعة بشقيه النباتي والحيواني، فأوضح حليحل أن هذا القطاع تكبد خسائر كبيرة خلال السنوات الماضية، وفقد نحو 50 بالمئة من الأراضي الصالحة للزراعة، نتيجة انحسار الأمطار وغياب وسائل الري، ما انعكس سلباً على الثروة الحيوانية التي سجلت خسائر كبيرة بسبب القصف الذي طال مناطق الرعي، مبيناً أن هذا القطاع يتطلب اهتماماً مضاعفاً وسيكون ذلك عبر تخصيص جزء من الحملة للنهوض به.
800 مدرسة جديدة
مدير تربية ريف دمشق فادي نزهت بيّن في تصريح مماثل أن قطاع التربية والتعليم، من أهم القطاعات التي ستركز عليها الحملة، من خلال إعادة بناء مدارس جديدة، وتأهيل البنية التعليمية، إذ تشير التقديرات إلى الحاجة لبناء 800 مدرسة جديدة، في مراحل التعليم الأساسي والثانوي، إلى جانب ترميم وإعادة إعمار 200 مدرسة متضررة، بما يضمن بيئة تعليمية آمنة ومحفزة للطلاب.
وأشار نزهت إلى أن إجمالي عدد المدارس المنتشرة في ريف دمشق يبلغ 1700 مدرسة، بينها 11 مدرسة مدمرة بالكامل، و170 مدرسة أعيد تأهيلها، و68 مدرسة في طور التأهيل.
مدير نقل ريف دمشق المهندس عبد الناصر الخالد، أشار بدوره إلى وجود ثلاثة أبنية خارجة عن الخدمة بسبب القصف الذي طالها في السنوات الماضية، وهي بحاجة إلى الترميم وإعادة التأهيل، إضافة إلى أن مبنى المديرية يحتاج إلى منظومة طاقة شمسية وإعادة تأهيل.
يُذكر أن حملة “ريفنا بيستاهل” تهدف إلى تعزيز التنمية بريف دمشق والنهوض بالقطاعات الحيوية، بما يعكس حرص الدولة بالمشاركة مع المجتمع الأهلي لإعادة الحياة إلى الريف السوري الذي يشكل سلة غذائية وركيزة اقتصادية قوية للبلاد.