ريف دمشق-سانا
ضمن فعاليات الدورة الثانية والستين من الخط الحديدي الحجازي، نظّمت وزارتا النقل والسياحة أمسية ثقافية مميزة بعنوان “ذكريات الحجاز”، احتضنتها ساحة عرض القطار المجاورة لجناح وزارة السياحة، وجاءت كتحية لذاكرة تاريخية ممتدة، توثق للخط الحديدي الحجازي، أحد أبرز مشاريع النقل في مطلع القرن العشرين.

الأمسية تضمنت عرضاً توثيقياً قدمه الكاتب والمؤرخ الإيرلندي ليون ماكرون، استعرض خلاله رحلته البحثية التي قادته مرتين، في عامي 2024 و2025، على امتداد مسار الخط الحديدي الحجازي من دمشق إلى المدينة المنورة، مروراً بالأردن والسعودية، مستنداً إلى شهادات محلية ووثائق أرشيفية نادرة من إسطنبول ولندن.
وأشار ماكرون إلى أن الخط الحجازي كان واحداً من أعظم الإنجازات الهندسية في بداية القرن العشرين، إذ جمع بين البعد الديني والسياسي والعسكري، مؤكداً أن المشروع الذي أطلقه السلطان عبد الحميد الثاني عام 1900، لم يكن مجرد وسيلة نقل، بل حلقة وصل حضارية ربطت مركز الدولة العثمانية بالمقدسات الإسلامية، وفتحت آفاقاً واسعة للتقارب الثقافي والتنموي في المنطقة.
جهود للحفاظ على الإرث

وخلال حديثه، نوّه ماكرون إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي في سوريا، للحفاظ على المحطات التاريخية المتبقية، معتبراً أن ما تحقق من دمشق، قبل أكثر من قرن، كان محط إعجاب عالمي، ومشدداً على أن لسوريا فرصة واقعية اليوم لاستعادة دورها الريادي في هذا المجال كما كانت عبر قرون.
حفظ الذاكرة، وصون الهوية
من جانبه، أكد مدير عام المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي، محمد العجمي، أن هذه الأمسية تأتي ضمن خطة وطنية لإحياء الذاكرة التاريخية للخط الحجازي، بالتعاون مع وزارتي النقل والسياحة، مشيراً إلى أن الخط لم يكن مجرد بنية تحتية، بل جزء من الهوية الوطنية والحضارية لسوريا.
وأوضح العجمي أن المؤسسة تعمل حالياً على توثيق وتأهيل عدد من المحطات القديمة، بالتعاون مع المجتمع المحلي، في إطار تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية هذا الإرث، مضيفاً: “نحن لا نحافظ فقط على سكة حديد، بل على ذاكرة وطن وهوية حضارية كانت الريادة فيها لسوريا، ونأمل أن تسهم هذه المبادرات الثقافية في إعادة إحياء هذا الخط بما يليق بتاريخه العريق”.
حضور رسمي يعزز الاهتمام
شهدت الأمسية حضوراً رسمياً بارزاً، تمثّل بوزير النقل يعرب بدر، ووزير السياحة مازن الصالحاني، إلى جانب معاون وزير النقل لشؤون النقل البري محمد رحال، ورئيس هيئة الطيران المدني عمر الحصري، وعدد من المديرين العامين في وزارة النقل، مما يؤكد الأهمية التي توليها الجهات المعنية لإحياء هذا الإرث وتفعيله ثقافياً وسياحياً.











