دمشق-سانا
بعد سنواتٍ طويلة من الانقطاع القسري، فتحت جامعة دمشق أبوابها مجدداً أمام آلاف الطلاب الذين تسبب النظام البائد بتوقفهم عن الدراسة ومتابعة تحصيلهم العلمي، لمجرد مشاركتهم في المظاهرات والاحتجاجات المناهضة له.
عودة الطلاب الجامعيين الذين يُقارب عددهم الـ20 ألفاً، رافقتها تسهيلات وإجراءات قدمتها الجامعة إلى جانب قرارات وزارة التعليم العالي لدعم الطلاب وتأمين متطلبات استكمال سنوات دراستهم.
شهادات من ذاكرة الطلاب

سنوات من الخوف والغياب وصفها الطالب عبد الرحمن الخالد من كلية العلوم السياسية الذي فُصل من الكلية خلال الأعوام الماضية، جراء مشاركته في مظاهرة طلابية بالجامعة، بأنها من أقسى الأعوام التي مر بها، مضيفاً في تصريحه لـ سانا: “الانقطاع لم يكن خياراً، بل نتيجة ممارسات ممنهجة طالت الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، شملت الضرب، وملاحقة بعضهم إلى السكن الجامعي وإخراجهم منه بالقوة، إضافة إلى سوق طلاب آخرين إلى الأفرع الأمنية من أمام الكلية، ما خلق حالة خوف حقيقية على حياتنا ومنعنا من العودة إلى الجامعة”.

الطالب لؤي المحمد أكد أن عودته وزملائه إلى الجامعة بعد التحرير لم تكن سهلة، إذ واجه الطلاب تحديات متعددة، أبرزها التوفيق بين الدراسة ومسؤوليات الأسرة بعد مرور كل هذه السنوات، إضافة إلى مشكلات تتعلق بشرط العمر الذي حال دون قبول بعض الخريجين في المسابقات الوظيفية.
وبيّن المحمد أن انقطاعه عن الدراسة جاء بسبب مشاركته في الاحتجاجات ضد النظام البائد داخل كليته، وما تبعها من اعتقالات وفصل تعسفي وتهجير من السكن الجامعي.
العائدون 15% من أعداد طلاب جامعة دمشق
رئيس جامعة دمشق الدكتور مصطفى الدهر، أوضح أن الجامعة عملت على إعادة دمج الطلاب المنقطعين، ولا سيما المستفيدين من المرسومين /95/ و/97/ لعام 2025، حيث تقدموا بطلبات إلى كلياتهم وأُعيد تسجيلهم مباشرة، كما شملت الإجراءات طلاب الإجازة والدراسات العليا.

وبين الدهر أن نسبة العائدين تقدّر بنحو 15 بالمئة من إجمالي طلاب جامعة دمشق البالغ عددهم حوالي 170 ألف طالب.
إجراءات لدعم الطلاب
عملت جامعة دمشق على مجموعة من الإجراءات المساعدة لتسهيل عودة الطلاب واستيعابهم بفتح قاعات جديدة، كما سمحت وزارة التعليم العالي هذا العام للطلاب الحاصلين على شهادة الثانوية بين عامي 2011 و2024 بالتقدم إلى المفاضلة الجامعية، حيث تم قبول نحو آلاف الطلاب، وفق الدكتور الدهر.

من جهة أخرى، تم تفعيل عيادتين للدعم النفسي والإرشاد للطلاب، إحداهما في جامعة دمشق بمنطقة البرامكة، والأخرى في المدينة الجامعية، إلى جانب تنظيم ورشات عمل لدعم الشباب ومساعدتهم على تجاوز آثار المرحلة السابقة.
وكان مجلس التعليم العالي أصدر في تشرين الأول الماضي قراراً حدد بموجبه الحالات التي يمكن فيها اعتماد المقررات التي تقدم بها الطلاب المنقطعون عن الدراسة خلال سنوات الثورة السورية، وذلك بعد القرار رقم 95 لعام 2025 الذي سمح لطلاب المرحلة الجامعية الأولى، والدراسات العليا، المنقطعين بسبب الثورة منذ عام 2011 بالتقدم بطلبات العودة إلى قيدهم السابق في الجامعات العامة والخاصة.

