دمشق-سانا
واصلت القمة الأكاديمية السورية للابتكار والتعليم والبحث والإصلاح “سفير 2025″، المنعقدة في جامعة دمشق، أعمالها لليوم الثاني، مركّزة على محورين أساسيين: البحث العلمي والابتكار، والعولمة والتعاون الأكاديمي السوري – الدولي، بمشاركة واسعة من أكاديميين وباحثين من داخل سوريا وخارجها.

خلال أربع جلسات حوارية، ناقش المشاركون وضع إستراتيجية وطنية للابتكار، وأهمية البحث العابر للتخصصات في دعم السياسات الوطنية وتحديد أولويات إعادة الإعمار، كما تناولت الجلسات قضايا الإشراف الأكاديمي، وآليات التمويل، وفرص البحث التعاوني، وسبل تطوير هياكل بحثية فعالة، وتم التشديد على ضرورة دمج البحث العلمي بثقافة الابتكار لتعزيز التنمية الوطنية والمنافسة العالمية، إضافة إلى الاستفادة من خبرات الأكاديميين السوريين في المهجر لتسريع عملية إعادة البناء.
تعزيز التفكير النقدي والتعليم النشط
أوضحت الدكتورة أمل الأشقر من جامعة كاليفورنيا – وعضو مجلس أمناء القمة – أن مداخلتها ركزت على التعاون بين الجامعات السورية ونظرائها في الخارج، وتعزيز الشراكات الدولية، إلى جانب تطوير التعليم عبر ترسيخ التفكير النقدي واعتماد أساليب التعليم النشط بعيداً عن النمط التقليدي، مؤكدة أهمية تمكين الأساتذة وتعزيز شعورهم بالانتماء لمؤسساتهم ووطنهم.
ومن برلين، أكد الباحث إيهاب بدوي أهمية دور الجامعات في ترسيخ التماسك المجتمعي، وتمكين الشباب للمشاركة في الحياة المدنية والسياسية، وتعزيز الانتماء الوطني، لافتاً إلى ضرورة إعادة ربط السوريين في الداخل والخارج لضمان استقرار النظام التعليمي والمجتمع المدني.
الاستفادة من التجارب الدولية

بدوره، شدد الباحث عبد الحافظ عبد الحافظ من جامعة الملك فيصل في السعودية، على أهمية الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في ربط طلاب السنوات الأخيرة بالمراكز البحثية، بما يعزز إنتاجية الجامعات السورية، ويطور استقلالية الأساتذة ومهاراتهم الأكاديمية والمهنية، مؤكداً كذلك ضرورة الارتقاء بالخدمات التعليمية والأخلاقيات الأكاديمية.
أما الباحث عبد الكريم نجار فبيّن، أن الجامعات السورية مطالبة بلعب دور قيادي في بناء أنظمة بحثية مستدامة، وسد الفجوة بين مخرجات التعليم العالي واحتياجات سوق العمل، وتطوير المناهج لتكون رافعة حقيقية لإعادة الإعمار.
الدبلوماسية الأكاديمية وإعادة التموضع
من جانبه، تناول الباحث محمد المحمد من جامعة حلب، دور “الدبلوماسية الأكاديمية” كأداة ناعمة لإعادة تموضع الجامعات السورية محلياً ودولياً، وتعزيز التسامح والاندماج المجتمعي، مشدداً على انعكاس هذه الجهود على تطوير المناهج ودعم طلاب الدراسات العليا وأعضاء الهيئة التدريسية، بما يسهم في رفع مستوى البحث العلمي وبناء سوريا الجديدة.
وفي السياق ذاته، نوّه يامن السلكا، رئيس المؤسسة الألمانية السورية للبحث العلمي، بمستوى التنظيم والجهود المبذولة لإنجاح القمة، معرباً عن أمله بالخروج بورقة عمل واضحة ومخرجات عملية تسهم في تعزيز البحث العلمي وتطوير قدرات الباحثين السوريين.
مداخلات الحضور وورشات العمل

تركزت مداخلات الحضور على ضرورة جعل مشاريع التخرج أكثر ارتباطاً باحتياجات المجتمع، ونقل تجارب الباحثين في المهجر إلى الداخل، وبناء الثقة بالباحث السوري، إضافة إلى اقتراح إنشاء منصات رقمية مثل البودكاست لتبادل الخبرات وتسليط الضوء على قصص النجاح.
وعلى هامش الجلسات، عُقدت ورشة عمل بعنوان “الشؤون الزراعية”، بمشاركة ممثلين عن وزارات الزراعة والتعليم العالي والبحث العلمي والطوارئ وإدارة الكوارث، تناولت واقع القطاع الزراعي في سوريا والتحديات التي تواجهه، إلى جانب الحلول المتاحة وأهمية الاستدامة والتشاركية في هذا المجال، مع التأكيد على تحديث المناهج وإعداد الكوادر وإنشاء صندوق خاص بالتغير المناخي والكوارث الطبيعية.
وكانت أعمال القمة قد انطلقت أمس بمشاركة أكثر من 300 شخصية من الأكاديميين والطلاب وصنّاع القرار والباحثين من داخل سوريا وخارجها، بهدف وضع خارطة طريق وطنية لإصلاح التعليم العالي في سوريا.





