دمشق- سانا
انطلقت في كلية الحقوق بجامعة دمشق اليوم فعاليات ملتقى “وجهتك الأكاديمية – خطوتك نحو الغد”، بهدف مساعدة الطلاب الناجحين في الثانوية العامة على اختيار التخصص الجامعي الذي يناسبهم، وتوفير بيئة تفاعلية تساعدهم على اتخاذ قرارات مدروسة ومبنية على المعرفة والاطلاع.
ونظم الملتقى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع الهيئات الطلابية في الجامعات، ومكتب شؤون الشباب في الأمانة العامة للشؤون السياسية.
“الميل والموهبة والمستقبل معيار الاختيار”
واعتبر وزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي في كلمة له خلال الافتتاح، أن الاختيار الأكاديمي الصحيح هو بوصلة تحدد المسار، وعهد يصاغ مع الزمان، وجسر يصل بين الحلم والعمل، ويشكل لبنة في صرح المستقبل.

ولفت إلى أن الوجهة الأكاديمية للطلاب، ليست مجرد كلية أو تخصص، بل رؤية حياة وخارطة طريق ومفتاح فرص لخدمتهم ومجتمعهم ووطنهم، وهنا يبرز دور الوزارة والجامعات في توفير المعرفة والمرشدين والأدوات الرقمية، التي تساعد الطالب على اتخاذ قرار مستنير.
ودعا الوزير الحلبي الطلاب إلى جعل معيارهم في الاختيار هو الميل والموهبة والمستقبل، لا المجاملة والضغط الاجتماعي، والأساتذة ليكونوا منارات لطلابهم، ويحافظوا على هيبة الجامعة، ونزاهة البحث، وعدالة التقييم، مؤكداً أن الوزارة ستكون مع الطلبة، وتعمل من أجلهم، وتساعدهم على صياغة أحلامهم وتحقيق رؤياهم.
“التوجيه الأكاديمي ضرورة وطنية”

رئيس جامعة دمشق مصطفى صائم الدهر، أكد أن الميول العلمية والشخصية هي الأهم في اختيار التخصص، مع دراسة حاجات وفرص العمل، وأن كل اختصاص يعطى حقه يرتد إيجابياً على الطالب في العمل والمستقبل، وبالتالي على المجتمع وبناء سوريا الجديدة، مؤكداً ترحيب الجامعة بالطلبة الجدد، والتزامها بتأمين ما يدعم مسيرتهم التعليمية.
مدير الملتقى وممثل الأمانة العامة للشؤون السياسية علي أحمد الحاج، اعتبر أنَ التوجيه الأكاديمي ضرورة وطنية، وأن التوجيه السليم يصنع الفرق بين التخصص كخيار، والتخصص كرسالة، مشيراً إلى الحاجة للتوجيه الواعي والاختيار المدروس، بعيدًا عن العشوائية أو الانسياق خلف التخصصات دون إدراك آثارها.
وأكد التزام الأمانة بأن تكون شريكة في صناعة المستقبل، وإيمانها بأنَ الاستثمار الحقيقي يبدأ من العقل، وأنّ بناء الإنسان هو أساس كل نهضة.
“الجيش العربي السوري بحاجة طاقات الشباب المتجددة”
ومن وزارة الدفاع أكد العميد الطيار ياسين الحريري، أن سوريا تذخر بشباب طموح متسلح بعقيدة قوية في كل المجالات العلمية والفكرية، قادر على تجاوز الصعاب والمحن التي مرت بها سوريا.

و أشار الى أن الجيش العربي السوري يحتاج في هذه المرحلة إلى رفده بطاقات الشباب المتجددة، وبنائه بأسلوب علمي ومتطور وحديث، وإلى الشباب الواعي المتعلم المؤمن بوطن قوي ومستقبل مشرق واعد لبلدنا، و إلى أن وزارة الدفاع تدعو الطلبة إلى الانتساب إلى الكليات الحربية والجوية والبحرية بكل اختصاصاتها المعلن عنها لتحديد اختياراتهم.
“محاضرات عامة حول فرص العمل”
ومن منسقي الملتقى بيّنت نبيلة الصواف، أن الملتقى يشهد مشاركة مختلف كليات جامعة دمشق، وخصص لكل كلية ركناً خاصاً يعرض صورة مصغرة عنها للتعريف بها، ومشاريع تخرج للطلاب تمكن الزائر من الاطلاع على المنجزات العلمية والأكاديمية التي تطرح في الكليات خلال سنوات الدراسة.

وبينت أن الطالب يلتقي أيضاً بزملاء من التخصص نفسه للتزود بخبراتهم والصعوبات التي واجهوها، بما يتيح له تكوين صورة أكاديمية شاملة عن كل كلية.
وأشارت الصواف إلى أن الملتقى الذي يستمر ثلاثة أيام، يتضمن محاضرات عامة حول فرص العمل وإعادة الإعمار ومستقبل التخصصات، بما يساعد الطلاب على اكتشاف ميولهم واختيار ما يناسبهم، بمشاركة محاضرين مختصين في التوجيه الأكاديمي والمهني.

ومن زوار الملتقى أشار الطلاب عمر مازن صهيون، ومحمد العويد، وتالا قصاص، في تصريحات لمراسل سانا، إلى الإقبال الكبير على الملتقى الذي يمكّن الطالب من الاطلاع وزيارة أكثر من تخصص، ويوفر أوراقاً تفصيلية عن كل فرع ما يتيح للطالب الفرصة للتعرف على التخصصات الجامعية.
ولفتوا إلى أن المحاضرات التخصصية الموجهة لكل فرع تمهّد الطريق للطالب بشكل أفضل لمعرفة التخصص المناسب له، وآلية الدراسة فيه، وما يحتويه من مواد دراسية، إضافة إلى الاطلاع على مستقبل الكلية لاختيار الاختصاص الذي يتناسب مع قدرات الطالب وميوله.
“خدمات ومحطات توعوية”
رافق افتتاح الملتقى جولة للوزير الحلبي على أجنحة الملتقى، التي تضم كليات جامعة دمشق بمختلف اختصاصاتها، اطلع خلالها على البرامج والخدمات المقدمة للطلاب والمبادرات الجامعية والأنشطة والمشاريع الطلابية، ومشاركة لوزارة الدفاع، للمرة الأولى بثلاث من كلياتها العسكرية “الحربية والجوية والبحرية”.

تخلل الملتقى أنشودة بعنوان “وقت المجد” مهداة من الهيئات الطلابية إلى دفعة النصر 2025، وعرض مسرحي هادف بعنوان “مفترق الأحلام”، يؤكد ضرورة السماح للطالب بدراسة الاختصاص الذي يحبه ويطمح إليه بعيداً عن تأثير رغبات الأهل والمجتمع.
حضر افتتاح الملتقى معاونو وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وممثلون عن وزارة الدفاع، ورؤساء جامعات، وعمداء كليات، وعدد من أعضاء الهيئات التدريسية والطلابية وشؤون الشباب.




