دمشق-سانا
شهد مسرح الدراما في دار الأوبرا بدمشق مساء اليوم، الحفل الأول لعازف البيانو داني القصّار العائد إلى أرض الوطن بعد غياب عقد من الزمن، حيث أحيى أمسية موسيقية بعنوان” عودة النغم”.

اختار قصار بداية لحفله أعمالاً لعازف البيانو والموسيقار الألماني الشهير لودفيج فان بيتهوفن، الذي ألف مقطوعات بين الحقبة الكلاسيكية و الرومانسية بعبقرية خلدت اسمه إلى يومنا، حيث عزف قصار عمله سوناتا البيانو رقم 23 في مقام فا الصغير مصنف 57 التي كُتبت حوالي عام 1805، وهي جزء من ثلاثية السوناتات الشهيرة في مرحلته الوسطى، وأخذت لقب (العاطفة) بسبب عمقها الدرامي وقوتها العاطفية، حيث تعزف بشكل يبعث البهجة هو ما يميز السوناتا عموماً من انتقال الإيقاع من الهادئ إلى السرعة و الصخب.
وفيما بقي قصار في الحقبة الرومانسية، اختار أن يدغدغ إحساس الحضور بمقطوعات من أعمال شاعر البيانو المؤلّف والمُلحّن الموسيقي البولندي فريديريك فرانسوا شوبان، حيث عزف “بالاد رقم 24” وهي أول عمل من قالب الموسيقا البولندية الشعبية الذي كتبه شوبان بعد هجرته من بولندا حتى مماته، وكأنه يعلم بأنه لن يعود إلى موطنه أبداً، و كان شوبان يعني بمصطلح بالاد فاصلة راقصة أو قطعة رقص، وهذه المقطوعة تعرف أيضاً باسم “النحلة”، وتتميز بلحن متصاعد وهبوطي سريع ومتقطع على نوتة “لا”.

تلا ذلك الانتقال لسيرجي رخمانينوف أحد آخر الممثلين للرومانسية في الموسيقا الكلاسيكية الروسية، وأحد أهم عازفي البيانو في تاريخ الموسيقا في القرن العشرين، حيث عزف قصار دراسة لوحة مصنف 33 في صول مينور، وهي مجموعة من مقطوعات البيانو القصيرة والمُصوَّرة التي تُعتبر “لوحات” موسيقية تستحضر مشاهد أو أفكاراً بصرية، وتتميز بغناها بالعمق العاطفي وصدرت عام 1910.
ثم أدى قصار أيضاً ” فوكاليز” لرخمانينوف، وهي مقطوعته الأشهر على مستوى العالم، وتتسم بأنها حزينة على خلفية هادئة مثيرة للشجن.
عازف البيانو داني القصار عبر في حديثه لمراسلة سانا، عن سعادته البالغة بأن يحيي أمسيته اليوم على أرض سوريا المحررة، وبعد غربة دامت لسنوات، ويقيم حفلاً موسيقياً يقدم فيه للجمهور السوري ما في جعبته من موسيقا كلاسيكية لأشهر العازفين العالميين؛ مؤكداً أن الحفلات والأمسيات الفنية دليل واضح على نمو الحركة الثقافية في سوريا بعد التحرير، ومشيراً إلى أن لديه في قادم الأيام المزيد من الأعمال و الحفلات التي سيقدمها في سوريا.
يذكر أن قصار هو موسيقي سوري تخرج من المعهد العالي للموسيقا في دمشق عام 2014، كانت دراسته في المعهد تحت إشراف الخبير الروسي فلاديمير زاريتسكي، وبعد انتقاله إلى ألمانيا قدم العديد من الحفلات، وأقام ورشات موسيقية منتظمة هناك، وشارك في ورشات موسيقية في أوروبا وسوريا، ويعمل حالياً على تطوير منهجه في الأداء والتفسير الموسيقي.



