دمشق-سانا
مثّلت تجربة الفنان التشكيلي خزيمة علواني، رحلة فنية وإبداعية طويلة زاخرة بالعطاء والتميز والفرادة انتقل فيها من المحلية للعالمية ليعبر عن الفن التشكيلي السوري أفضل تعبير.
علواني الذي رحل عن عالمنا بالأمس عن عمر ناهز الـ91، نعته وزارة الثقافة في بيان لها، بوصفه الفنان الذي خلف إرثاً فنياً وثقافياً غنياً أثرى الحركة التشكيلية في سوريا والعالم العربي، مقدمة تعازيها الحارة لأسرته ومحبيه.
بداية الرحلة من حماة
ولد الفنان علواني في مدينة حماة عام 1934، ومنها انطلق في رحلة فنية وأكاديمية ثرية جعلته أحد أعلام الحركة التشكيلية في سوريا والعالم العربي، وواحداً من الرواد الأوائل المتخرجين من أوروبا في منتصف ستينيات القرن الماضي.
تلقى الفنان الراحل تعليمه الفني في أعرق المعاهد الأوروبية، حيث حصل عام 1961 على دبلوم التصوير الزيتي من أكاديمية الفنون في روما، ليواصل مسيرته التعليمية ليحصل عام 1964 على دبلوم هندسة الديكور المسرحي والتلفزيوني والسينمائي، ثم نال شهادة الدكتوراه عام 1977 من المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة “البوزار” في باريس.
المسيرة المهنية.. بين التدريس والتأسيس
ساهم الفنان علواني في تأسيس حركة تشكيلية سورية حقيقية، وعمل مصمماً للديكور في التلفزيون السوري والمسرح.
وكرس جانباً كبيراً من حياته لتدريس الفن التشكيلي في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق لسنوات طويلة، وساهم في تخريج أجيال من الفنانين، كما كان له دور تأسيسي في نقابة الفنون الجميلة وأسس “مقهى الفنانين” في معرض دمشق الدولي.
الأسلوب الفني والرؤية الجمالية
اتسمت أعمال الفنان خزيمة علواني بأسلوب فريد جمع بين عمق التراث الحضاري العربي والإسلامي، والتقنيات الحديثة التي تعلمها في أوروبا.
وتميزت لوحاته بالرمزية والسريالية، حيث اشتبكت مع قضايا الإنسان والهوية والعدالة، وتكررت في أعماله رموز ذات دلالة عميقة مثل الحصان العربي الجريح الذي يمثل العروبة، وحمامة السلام.
من الأعمال المهمة التي خلفها علواني وراءه، 16 لوحة جدارية في سوريا وبلجيكا، إلى جانب أعماله المقتناة في المتحف الوطني بدمشق ومتحف دمّر، كما شارك في العديد من المعارض المحلية والدولية الكبرى، منها بينالي البندقية عام 1964.