دمشق-سانا
استضاف المركز الثقافي العربي في أبو رمانة اليوم محاضرة حملت عنوان “سقوط الأنظمة الطاغية في ضوء القرآن الكريم: سنن وحقائق” قدّمها علاء الأيوبي مدير دار الرواد للثقافة، جذبت حضوراً لافتاً بمناسبة الاحتفالات بالتحرير.

وتضمنت المحاضرة قراءة تفسيرية لمفهوم السنة الإلهية، وعلاقتها بسقوط الأنظمة الظالمة، مشيراً إلى أن القرآن الكريم يعرض نماذج متعددة من الأمم التي هلك حكامها بسبب ظلمهم وفسادهم، وأن ما يسميه “سنة السقوط” يتبعها دائماً طور آخر هو “التمكين”، وهو قانون قرآني له أسبابه وشروطه.
واعتبر الأيوبي أن فهم هذه السنن يعمّق وعي المجتمعات بحركة التاريخ، لأنها حقائق تتكرر عبر الأزل، وتكشف أن التغيير ليس حدثاً مفاجئاً بل نتيجة مسار طويل من التراكمات.
سوريا في دور التمكين

وعند سؤال مراسل سانا له عن رؤيته لواقع سوريا في ظل هذه المفاهيم، ذكر الأيوبي أن سوريا وبلاد الشام عموماً منطقة مباركة بوعد إلهي، وأنّ المرحلة القادمة وهي دور التمكين ستشهد نهوضاً كبيراً وخيراً واسعاً لأهلها، وأشار إلى رمزية ذكر دمشق بصورة غير مباشرة، والمسجد الأقصى وربوة المسيح عيسى عليه السلام بصورة مباشرة في القرآن الكريم، معتبراً أن هذه الجغرافيا تحمل دلالات روحية وتاريخية تمنح البلاد خصوصية في مسار التمكين.
أما عن أهمية المحاضرات من هذا النوع فاعتبر الأيوبي أن العودة إلى القرآن بوصفه “قانوناً وسنناً” ضرورة لتصحيح المسار وتجنّب الأخطاء السابقة، وأوضح أن المجتمعات لا تزدهر إلا إذا بقي الإصلاح فيها قائماً مستشهداً بالآية: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} وشدد على أن الوعي الديني عندما يُقرأ بعمق ومنهجية يمكن أن يكون ركيزة للاستقرار، بدلاً من أن يكون استخدامه مقتصراً على أداء الطقوس والشعائر.

واختُتمت الأمسية بنقاشات قصيرة مع الحضور، وسط اهتمام واضح بالطرح الذي مزج بين التفسير الديني واستشراف الواقع السوري.
يشار إلى أن المحاضرة جاءت ثمرة تعاون بين مديرية ثقافة دمشق ودار الرواد للثقافة بهدف بناء اتجاه ثقافي جديد يسعى إلى إعادة بناء الوعي عبر الجمع بين النص الديني والتحليل المجتمعي، والقراءة الهادئة للتحولات المحيطة.