دمشق-سانا
بمشاركة جمهور من المهتمين بالشأن السينمائي والثقافي، قدّمت المؤسسة العامة للسينما مساء اليوم عرضاً خاصاً للفيلم الوثائقي الطويل “هذا البحر لي” للمخرج السوري محمود حسن، وذلك في سينما كندي دمر، ضمن احتفالات الذكرى الأولى لعيد تحرير سوريا.

يبلغ طول الفيلم 121 دقيقة، ويستعرض من خلال 6 شهادات شخصية حية رحلة لجوء محفوفة بالمخاطر، حيث يتنقل بين طبقات الذاكرة المختلفة ليجسد واقع المهجرين السوريين، الذين واجهوا البحر كمصير نهائي للخلاص من ويلات النظام البائد.
يروي كل ناجٍ من الناجين الستة قصة حزينة ومؤثرة، تجمع بين فقدان الأحبة والأمل في حياة جديدة، وتتقاطع ذكرياتهم بين الوطن والحرب ومخاطر رحلة اللجوء عبر بلدان متعددة، ليضع الفيلم المشاهد أمام التحدي القاسي الذي لا يترك سوى احتمالين: الوصول أو الموت.
مخرج متمرس في توثيق الهم السوري

يُعد المخرج محمود حسن من أبرز المخرجين الوثائقيين السوريين، الذين تخصصوا في توثيق النشاط المدني وقصص المهجرين، الذين أصبحوا لاجئين، والمعتقلين السياسيين منذ انطلاق الثورة السورية.
وسبق لحسن العمل على أفلام وثائقية مهمة مثل “راقصون مع الموت” و”رسالة من تحت الماء”، كما رُشح فيلمه “قصص فوق التعذيب” لجائزة أفضل وثائقي متوسط الطول في مهرجان الجزيرة الوثائقية الدولي.
ويشكل فيلم “هذا البحر لي” الجزء الأحدث من مشروعه الوثائقي المتواصل لتوثيق التجربة الإنسانية للسوريين خلال سنوات الثورة، وقد حصد الفيلم عدة جوائز تقديراً لمعالجته الإنسانية العميقة وصدق قصصه.
توثيق الذاكرة في زمن التحرير
الناقد السينمائي نضال قوشحة، قال في تصريح لـ سانا: “إن هذا الفيلم ما زال يُحتفى به في أوروبا وآسيا لما يعكسه من انتصار الإرادة السورية على محنة الحرب والتهجير”.

وأضاف: “إن العروض المحلية تشكل فرصة لتعريف السوريين بما جرى خلال السنوات الماضية، وهناك الكثير منا لا يعلم ما حلّ بإخوة لنا سوريين من جرائم ظلت مكتومة”.
وعرض الفيلم في شهر أيلول الماضي ضمن فعاليات تظاهرة “أفلام الثورة السورية” التي أطلقتها مؤسسة السينما، بهدف تعريف الجمهور على نخبة من الأفلام التي واكبت معاناة وتضحيات الشعب السوري خلال سنوات الثورة، حيث يشكل الفيلم وثيقة إنسانية مؤثرة تُعرض في قلب العاصمة دمشق بعد التحرير.