دمشق-سانا
شهد المركز الثقافي العربي في المزة بدمشق أمسية شعرية مميزة حملت عنوان “تحت ظلال النخيل”، جمعت أبرز شعراء محافظة الرقة ومنهم عبد الكريم العفيدلي، أيهم الحوري، خليل حمادة، ونزهان ركاد الشمري، بمرافقة عازف العود المبدع أحمد الشمطي، وقدمتها الإعلامية علا حسن.
أمسية تجمع الفصحى والنبطي والفراتي

وتضمنت الأمسية قراءات شعرية متنوعة بين الفصحى والنبطي واللهجة الفرّاتية، إلى جانب مقطوعات موسيقية على العود، مستلهمة من البيئة الفراتية والموروث الشعبي والذاكرة الريفية، لتعكس عمق الهوية الثقافية للرقة في دمشق.
الشعر الفراتي جسور ثقافية ووطنية
وأوضح الشاعر عبد الكريم العفيدلي لـ سانا، أن الأمسية تهدف إلى تقديم البيئة الشعرية الفراتية بكل تنوعها، مؤكداً أن الشعر الشعبي جزء أصيل من الانتماء الثقافي، وقال: “الثقافة قادرة على جمع ما تعجز السياسة عن جمعه، ووجود الشعر الفراتي في دمشق خطوة لتعزيز التقارب بين أبناء الوطن”.
لقاء بعد عشرين عاماً… والذاكرة تجمع من جديد

وأشار الموسيقي أحمد الشمطي إلى أن الأمسية جمعت شعراء تفرّقوا قبل عقدين، ليعودوا اليوم للقاء في دمشق بعد التحرير، قائلاً: “كنا نلتقي تحت نخيل الفرات… واليوم نجتمع مجدداً في دمشق الفيحاء”.
وأضاف: إن العود أصبح أداة مرنة ترافق مختلف الألوان الشعرية، اعتماداً على المقامات الشرقية التي تناسب الفصيح والوجداني والنبطي.
مشاركات شعرية متنوعة

وشارك الشاعر أيهم الحوري في الأمسية بنصوص تحمل روح الرقة ولهجتها، فيما قدم خليل حمادة قصائد مستوحاة من الموروث الفراتي القديم، محاولاً نقل جزء من ذاكرة المكان والجغرافيا إلى دمشق.
نزهان ركاد الشمري… ضيف الأمسية
وحضر الشاعر نزهان ركاد الشمري كضيف شرف، وألقى أول قصيدة له في سوريا، معتبراً مشاركته “شرفاً كبيراً”، ومؤكداً أن قدومه إلى دمشق وإلقاء قصيدته رسالة تؤكد ارتباط الشعب السوري بأرضه وهويته.
وتمثل الرقة مركزاً غنياً للشعر الشعبي والنبطي والفراتي، حيث يعكس كل منها هوية المدينة وتراثها، فينقل الشعر الشعبي الحياة اليومية والموروث الريفي، بينما يجسد الشعر النبطي المشاعر الإنسانية بإيقاع موسيقي مميز، أما الشعر الفراتي فيحيي ذاكرة نهر الفرات وتاريخ المدينة، ليكون جسراً بين التراث والواقع المعاصر، ويعكس روح الرقة وهويتها الثقافية الفريدة.