دمشق-سانا
سلطت المحاضرة التي ألقتها الدكتورة منى أبو آذان في المكتبة الوطنية بدمشق اليوم، الضوء على أهمية صون عناصر التراث المادي والمعنوي، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في سوريا وحماية الهوية الوطنية.
مجموعات التراث والمخاطر التي يتعرض لها

صنفت أبو آذان في محاضرتها التي حملت عنوان: “منهج التعامل مع مخاطر التراث الثقافي”، التراث حسب القيم والسمات والصفات التي يحملها، من تراث مادي وغير مادي، ومابين الحي الذي لايزال متواجداً والأثري، ومنها التقسيم إلى ثقافي وطبيعي وصناعي، لافتةً إلى التوجه العالمي الحالي نحو رقمنة التراث من خلال الأرشفة بالصوت أو بالصورة او بكليهما، لبناء ذاكرة للتراث وحفظه جراء مايتعرض له من مخاطر وتهديدات.
أبو آذان التي حذرت من المخاطر الطبيعية والبشرية التي يتعرض لها التراث الثقافي، توقفت عند ما طال الآثار السورية جراء الحرب، وخاصةً السرقة والتخريب والفقدان والتنقيب غير الشرعي، ورأت أن قانون الآثار السوري لايتناسب مع الوضع الأثري الراهن، ويحتاج إلى آلية واضحة لمواجهة التغييرات والأزمات.
تحليل نظام إدارة مخاطر التراث الثقافي
أما فيما يتعلق بمحور تحليل نظام إدارة المخاطر فأوضحت أبو آذان، أنها تعتمد على ثلاثة مرتكزات أولها المدخلات وتشمل: القواعد الإدارية والتشريعات القانونية، وإدارة المصادر، واستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وخاصةً في المناطق التي تتواجد فيها مخلفات الحرب.

أما المرتكز الثاني وفقاً لأبو آذان فيرتبط بوضع الخطط بما يتناسب مع كل مرحلة، ووجود الكوادر المؤهلة، وبناء الطاقات، وإعداد لجان متخصصة للتعامل مع المخاطر، مع المراقبة وتقييم الأثر.
في حين يتمحور المرتكز الثالث على المخرجات، حيث يتم التأكد من تحقيق الأهداف الموضوعة، والتغذية الراجعة لأسلوب الإدارة المُنفذ.
منهج إدارة مخاطر التراث الثقافي
أكدت أبو آذان أهمية مواجهة هذه المخاطر عبر إدارة متخصصة ترسم الخطط وتضع المناهج على مستوى الإداري؛ لحفظ وصون العنصر التراثي، وتحدد سبُل الترميم والإصلاح، وطرق الحماية سواء الفنية أو القانونية، وكذلك الدعم والتسجيل، وخاصةً للمباني التي تحمل عوامل جذب تؤهلها لتكون مزارات سياحية.
وشددت على أن التوجه العالمي الجديد في حماية التراث الثقافي هو الاستدامة، باعتباره أمانة لنقله للأجيال القادمة، والتشاركية في مواجهة وإدارة هذه المخاطر، وبينت منهج الخطوات المتسلسلة والمتعاقبة لدورة إدارة المخاطر، والتي وضعتها عام 2016 منظمة الإيكروم الدولية.
نماذج مختارة من التراث السوري
استشهدت الباحثة بمجموعة من المواقع الأثرية بالتأريخ السوري القديم، والتي تمثل مشاهد طبيعية ثقافية محلية عالمية، وهي موقع الكوم بالبادية السورية قرب تدمر، ومواقع يبرود، ونموذجا سهل الروج في إدلب، وكهف الديدرية بمنطقة عفرين الذي له مدخلان ويمثل تراث بقايا الإنسان.
يُشار إلى أن أبو آذان ابنة حي القابون الدمشقي، حاصلة على دكتوراة في إدارة مخاطر التراث الثقافي، ومدرسة ومحاضرة في المعهد التقني للآثار والمتاحف بدمشق.