دمشق-سانا
استقت المحاضرة التي نظمتها وزارة الثقافة في المكتبة الوطنية اليوم، محاورها، من إرث سوريا الإسلامي والإنساني، ودوره في تحديد ملامح نهوضها، ومراحل إعادة البناء.
الحضارة الإسلامية
وعرضت المحاضرة التي ألقاها المهندس والناشط عمر شحرور، لأبرز مكونات الحضارة الإسلامية بوصفها مشروعاً أخلاقياً وجمالياً ضرورياً لتَقدم الإنسانية، حيث أكد شحرور في المحور الأول، أن الحضارة الإسلامية نشرت الدين الحنيف والأخلاق ومبادئ الحرية والكرامة والمساواة، وأنارت للعالم كله خلال قرون طويلة، وقدمت مُثلاً بالمنظومة الإنسانية والأخلاقية والعلمية، لأنها استندت على القرآن الكريم والسنة النبوية.

عطاء الحضارة الإسلامية وفقاً لشحرور للبشرية، شمل أيضاً الأرقام العربية وصناعة السفن، والخط والزخارف والقوانين والتشريع والطب والآداب والفلسفة والفلك والهندسة وغيرها، بعد أن استوعبت الحضارات التي سبقتها، ولاسيما عبر الترجمة، منوهاً بهذا السياق بدور الخليفة الأموي الثالث خالد بن يزيد بن معاوية، الذي استدعى العلماء بمن فيهم المسيحيون واليهود وأسس أول معهد للترجمة بحمص.
إعادة بناء سوريا
وفي المحور الثاني، ربط شحرور بين الحضارة الإسلامية العظيمة وإعادة بناء البلاد، ولاسيما أن الإنسان لايستطيع الإعمار دون البناء على الماضي، وخاصة أن سوريا تعرضت لتدمير ممنهج على يد النظام البائد منذ 60 عاماً، فيما شهدت البشرية على أرضها أسوأ كارثة بشرية عرفها العالم في القرن 21.

وبناءً عليه، رسم شحرور الملامح الأساسية لأولويات عمل الشعب والحكومة، والتي تتمثل بتسريع الوحدة والمصالحة الوطنية، وترسيخ الحريات وخاصةً منها الاقتصادية، ما يؤهل للدخول باقتصاد السوق الحر، وتأهيل وتطوير البنى التحتية، وتأمين سكن سريع للأهل بالمخيمات، والاهتمام بمؤسسات المجتمع الأهلي وتحفيز القطاعات الإنتاجية، وتنمية الموارد البشرية، وسن قوانين وتشريعات مشجعة للاستثمار.
