حماة-سانا
انطلاقاً من شغفها بتراث مدينتها، والحفاظ عليه وتعريف الأجيال به، خصصت الفنانة المهتمة بالتراث سارة رزوق من أبناء مدينة السقيلبية بريف حماة معرضاً بيتياً في غرفة بمنزلها، ضم مختلف الأدوات والمجسمات والأعمال التراثية التي أنجزتها بنفسها على مدى عشرات السنين، كمعرض دائم مفتوح للزوار والضيوف.
مجسمات فنية توثق أنماط حياة أبناء السقيلبية

وقالت رزوق في حديثها لـ سانا: “إن رغبتي في صون تراث وفلكلور أبناء مدينتي السقيلبية كانت الدافع وراء تأسيس هذا المشروع الذي نفذته بنفسي وبمساعدة ابني الذي كان يؤمن لي توالف البيئة من قطع الخشب والكرتون والبلاستيك وصفائح التنك لإعادة تدويرها كأعمال ومجسمات فنية تعكس جوانب من صور وأنماط حياة أبناء السقيلبية في الماضي”.
وأضافت رزوق: من هذه الأعمال مجسم عن ناطور الكروم، وصندوق الفرجة الذي كان الناس يتحلقون حوله لمشاهدة قصص وروايات من التراث الشعبي كسيرة أبو زيد الهلالي وغيرها.
توثيق لعادات الأعراس والحقول

ومن الأعمال التي نفذتها رزوق مجسمات وثقت تفاصيل الحياة اليومية في الريف، كبائع الكراسي وفلاحين يحصدون حقولهم وآخرين يدرسون سنابل القمح والشعير على الحيلان، (مكان تدرس فيه الحبوب)، وآخرين ينثرون البذور لزراعة أرضهم، وكذلك مجسم لطلاب المدرسة وهم يدرسون على الكراسي، ويستخدمون أكياساً تحوي كتبهم وأقلامهم بدلاً من الحقائب.
تقاليد الزفاف وحفلات الأعراس
رزوق التي تضع على رأسها منديلاً من الحرير الطبيعي التراثي يعود تاريخ حياكته إلى عام 1964، تحدثت عن عادات وتقاليد أهالي السقيلبية في الأعراس، حيث يستقبل الأهالي صندوق جهاز العروس عند مدخل مدينة السقيلبية وهم يرددون أهازيج شعبية، منها (يا صندوق العرايس قلي شو جايب معك) ويرقصون ويغنون حتى وصول الموكب إلى بيت العريس وهناك يرددون أناشيد شعبية أيضاً منها:
حط الرمح وحط السيف
وحط بقلب الي مالو كيف
وعلى عيني هالعروس
هون الجخ وهون الكيف
ما تزال رزوق وهي في العقد الثامن من عمرها تتذكر طقوس وعادات أهلها بكل تفاصيلها، عندما كان عمرها لا يتعدى 8 سنوات، ومنذ تلك الفترة كان لديها موهبة فنية في تصميم الأعمال الحرفية اليدوية، مشيرةً الى أن معرضها البيتي الذي أسسته منذ أكثر من 20 عاماً يستقبل دائماً الكثير من الزوار والمهتمين بالتراث والأعمال المهنية التقليدية.

