دمشق-سانا
يشارك الحرفيون السوريون في مختلف المعارض المحلية والدولية بهدف الحفاظ على التراث الوطني والتعريف بالهوية الثقافية للشعب السوري، وتعزيز حضور الحرف التقليدية الأصيلة التي تمثل جزءاً من التاريخ والحضارة السورية.
وتأتي هذه المشاركات في إطار جهود مشتركة بين الحرفيين والوزارات والجهات المعنية لإعادة إحياء الفنون والحرف اليدوية والحفاظ عليها من الاندثار، ونشر الوعي بأهميتها بين مختلف شرائح المجتمع.
الحفاظ على التراث وإبراز الهوية السورية
وفي هذا الصدد، “سانا” التقت الحرفي أنس غنام عضو جمعية العادات الأصيلة والمتخصص في حرفة الأغباني على هامش معرض “إعمار سوريا 2025” الذي أقيم على أرض مدينة المعارض للحديث عن دور الحرفيين في الحفاظ على الحرف اليدوية التراثية السورية ومشاركته في المعرض، حيث قال: “تلقينا دعوة من وزارة الثقافة للمشاركة في المعرض مع عدد من الحرفيين الذين يعملون في حرف متعددة، مثل الأغباني والعجمي والنحاسيات والبروكار والمنسوجات اليدوية واللباس الدمشقي”.

وأكد غنام أن الهدف من المشاركة الحفاظ على التراث السوري والتعريف بالحرف التقليدية التي تمثل جزءاً من هوية الشعب السوري، مبيناً أن المشاركة ذات طابع غير ربحي، وتهدف بالدرجة الأولى إلى نشر الوعي التراثي بين مختلف شرائح المجتمع.
وأضاف: “خلال السنوات السابقة لم يتمكن كثير من الحرفيين من مواكبة التطورات، لذلك نسعى اليوم للانطلاق مجدداً وإيصال رسالتنا إلى أكبر شريحة ممكنة من الناس”.
وأشار إلى أن المعارض الداخلية تعد فرصة مهمة لتعريف المواطن السوري بحرف بلده، حيث لقي جناح الحرفيين في المعرض إقبالاً واسعاً من الزوار المهتمين بالتراث.
الدورات التعليمية ودعم الحرفيين
وأوضح غنام أن الجمعية تنفذ دورات تعليمية للحرف التقليدية في حاضنة دمر المركزية للفنون الحرفية، بإشراف عدد من شيوخ الكار، حيث تُقدَّم الدورات التعريفية مجاناً، بينما تكون الدورات الاحترافية بأسعار رمزية تغطي فقط كلفة التدريب.
وأشار إلى أن المشاركات في المعارض الخارجية كانت شبه مستحيلة على الحرفيين بسبب النظام البائد، أما اليوم بعد التحرير، فأصبحت ممكنة بفضل الدعم الذي يتلقاه الحرفيون من وزارات الشؤون الاجتماعية والعمل والسياحة والثقافة.

وأضاف: إن الاهتمام بالحرفيين ازداد بعد التحرير، وهناك نقلة نوعية في دعمهم ومساندتهم، كما أن اتحاد الحرفيين يستمع إلى الصعوبات التي تواجههم ويسعى لإيجاد الحلول المناسبة لتسهيل العمل واستمرار الإنتاج.
الترويج للتراث بين الأجيال الجديدة
وختم غنام حديثه بالقول: “نشارك في المعارض والمراكز الثقافية لتعريف الأجيال الجديدة بتراث الآباء والأجداد، فالناس ما زالت تنجذب إلى اللباس العربي الدمشقي الذي تراه في المسلسلات الشامية لأنه يعبّر عن تاريخ البلد وجماله الأصيل، وغيره من القطع التراثية الأصيلة”.
الحرف اليدوية السورية مرآة للهوية والتاريخ العريق
تمثل الحرف اليدوية السورية جزءاً من الهوية الثقافية للبلاد ومرآة لتاريخها العريق، إذ تشمل صناعات متنوّعة أسهمت على مر القرون في نقل المهارات والفنون من جيل إلى آخر، لتصبح جزءاً من ذاكرة المجتمع وتعبيراً عن أصالة التراث السوري.


