دمشق-سانا
في أمسية موسيقية احتضنها مسرح الدراما بدار الأوبرا في دمشق، قدّم رباعي العود السوري عرضاً فنياً غنياً بالتنويعات الشرقية والغربية، أظهر من خلاله إمكانات آلة العود في التعبير والتأليف، متجاوزاً الإطار التقليدي المعروف لهذه الآلة.
برعاية وزارة الثقافة، عزف أعضاء الرباعي: سليمان المصطفى، بدر الريشاني، عمر أبو هرموش، كنان الحسين، بإشراف فني للموسيقي محمد عثمان، مجموعة من الأعمال التي حملت الحضور إلى فضاءات من الصفاء والشفافية، بعيداً عن صخب الحياة اليومية، بأسلوب يمزج بين الرقة والارتجال ومحاكاة النغمة بالعزف الجماعي.
تنويعات موسيقية من أربع قارات
افتُتحت الأمسية بحركة بطيئة من كونشيرتو أذري، تبعها رقصة فالس من أعمال فريدريك شوبان، ثم عمل ثالث بنمط نهاوند مع ارتجالات فردية أظهرت براعة كل عازف على حدة، أما العمل الرابع فكان مستوحى من موسيقا أمريكا اللاتينية، من تأليف برازيلي، وقدّم بأسلوب غنائي تعبيري.

الختام كان بعمل متميز ألّفه محمد عثمان خصيصاً للرباعي السوري، ونال عنه منحة من مؤسسة “اتجاهات”، يتألف العمل من أربع رقصات متتالية، تمثل حالات عاطفية ونفسية متباينة، وتُظهر قدرة العود على التعبير عن المشاعر الإنسانية بأدق تفاصيلها.
العود في قلب المشروع الفني
في تصريح لمراسلة سانا، أوضح محمد عثمان أن مشروع رباعي العود السوري انطلق عام 2014 من المعهد العالي للموسيقا، بهدف تقديم آلة العود بأسلوب جماعي أكاديمي ضمن ما يُعرف بـ”موسيقا الحجرة”.
وأضاف: إن اختيار العود جاء لكونه الآلة الرئيسية في الموسيقا العربية، ولما يحمله من رمزية ثقافية وتاريخية.

وأشار عثمان إلى أن أعضاء الرباعي يجسدون وحدة فنية تمثل سوريا بكل تنوعها، ويعزفون بانسجام وحوار موسيقي يعكس دراستهم الأكاديمية ومصيرهم المشترك.
الموسيقا كرسالة إنسانية جامعة
وأكد عثمان أن الموسيقا في هذه المرحلة التي تمر بها سوريا، ليست مجرد فن، بل رسالة وجدانية وأخلاقية تدعو للتآلف واحترام الآخر، وتسهم في بناء مستقبل مشترك قائم على المحبة والسلام وإعادة الإعمار.
ويُعد رباعي العود السوري مشروعاً موسيقياً فريداً في الأداء الجماعي، يقدّم العود بطريقة غير تقليدية، ويجسد من خلاله حالات إنسانية متعددة تتآلف فيها الأصوات كما تتآلف القلوب.



