درعا-سانا
استضاف مسرح المركز الثقافي في درعا اليوم مجموعة عروض مسرحية قدمها شباب موهوبون، سلطت الضوء على معاناة المعتقلين المغيبين من أبناء المحافظة، ولامست هموم الناس اليومية والمعيشية.
العروض التي قُدمت ضمن مهرجان فني وثقافي نظمه فريق شباب حوران بالتعاون مع مؤسسة مبادرون وفرقة الأصدقاء للفنون المسرحية، تأتي في إطار دعم قيم العدالة الانتقالية وتمكين الشباب كشركاء في بناء السلام.
واستُهلت العروض بمشهدٍ لطبيبٍ يستقبل مرضى لا يشكون من آلام جسدية بل من معاناة معيشية قاسية، تتعلق بارتفاع إيجارات السكن وقلّة المياه، وانقطاع الكهرباء في صورة رمزية لواقع يثقل كاهل السوريين.
تلا ذلك عرض مسرحي سلط الضوء على قضية المعتقلين من أبناء درعا وما تعرضوا له من تعذيبٍ وانتهاكات في سجون النظام البائد، حاملاً رسالة واضحة مفادها أن شباب درعا لم ينكسروا بل واجهوا الألم بكبرياء وصلابة، ليكون مسك الختام مشهداً رمزياً حمل رسالة انتصار الحق على الباطل.
مدير فرقة الأصدقاء للفنون المسرحية أمجد الرزيقي قال في تصريح لمراسل سانا: “مشاركتنا جاءت بلوحتين عبّرت الأولى عن معاناة الناس المعيشية، أما الثانية فكانت لوحة مونودراما سلطت الضوء على شدة القمع التي طالت المواطن السوري على يد النظام البائد وأجهزته، وكيف استعاد كرامته رغم ما واجهه من ظلم وتعذيب في المعتقلات”، مبيناً أن الرسالة من هذه العروض الدعوة لتطبيق العدالة الانتقالية.
أما الفنان أيمن العيسى من فرقة الأصدقاء فقال: “شاركت في اللوحة الأخيرة من إخراج أيمن زريقي وهي عمل سينوغرافي بعنوان (صراع الملائكة والشياطين) على الموسيقا العالمية (كارمينا بورانا)، وقد أسقطنا العمل على الثورة السورية كصراع بين الحق والباطل، ومقاومة سوريا للظلم، حتى أيّدنا الله بالنصر في أصعب الظروف”.
من جانبها، ذكرت منسقة مبادرة ركائز السلام من جمعية شباب حوران آلاء محاميد أن الهدف من المهرجان هو تسليط الضوء على العدالة الانتقالية وترسيخ مفهوم أننا شعب واحد، وأن العدالة أساس أي سلام مستدام.
كما أشارت وفاء مسلماني وعبير شحادات من مؤسسة مبادرون، إلى أن هذه الفعالية جاءت لتمكين الشباب وفتح مساحة للتعبير والحوار، وإعلاء صوت العدالة من أجل مستقبل تسوده الكرامة والحرية.
وشكل المهرجان نموذجاً حياً لدور الفن في نقل صوت الناس وقصصهم، وتكريس مفاهيم العدالة والكرامة الإنسانية عبر لغة المسرح، التي تتجاوز الحدود السياسية لتصل مباشرة إلى الوجدان.







