دمشق-سانا
تعلو نغمات الأطفال في عالم اختاره الموسيقي السوري عرفان ضاحي، لتنشأ حياة بدأت بدرس وتدريب تقليدي وانتهت بولادة فرقة “ذهب أيلول”، التي جمعت بين العزف الفردي والجماعي ضمن تجربة موسيقية استثنائية للأطفال، منحتهم مساحةً للإبداع والتعبير عن الأحلام.
وحول تفاصيل تجربة الفرقة، التقت سانا بالموسيقي عرفان ضاحي، مؤسس الفرقة، وأجرت معه حواراً تناول بداياته الموسيقية، مسيرته في تأسيس الفرق، طريقة اختيار الطلاب، وأهمية العزف الجماعي، واستعراض المناهج الموسيقية التي تعتمدها الفرقة، والخطط المستقبلية لتطويرها.
سانا: من هو الموسيقي عرفان ضاحي قبل “ذهب أيلول”؟
ضاحي: منذ بداياتي كانت الموسيقا بالنسبة لي هواية ورسالة ومشروع العمر، عملت مدرساً في دار المعلمين، ثم بمعهد إعداد المدرسين للموسيقا، ودرّست في مدارس ومعاهد مختلفة، لكني شعرت أن الطريق الحقيقي يكمن في الاستقلال، فتركت الوظيفة وتفرغت للتدريس الحر وتأهيل الأطفال في مجال العزف، وهذه الخطوة كانت حجر الأساس لتجربة “ذهب أيلول”.
سانا: كيف بدأت رحلتك في تأسيس الفرق الموسيقية؟
ضاحي: أسست أول فرقة عام 2004 تحت اسم “فرقة ناشئي دمشق”، وضمت 35 عضواً بين عازف ومغنٍ، شاركنا في عدة فعاليات ثقافية إضافة إلى نشاطات مدرسية واجتماعية، لكن بعد عام 2011 توقف نشاط الفرقة، مع استمرار بعض التدريبات الفردية وظهور جيل جديد من الأطفال.
سانا: متى تغيّر اسم الفرقة لتصبح “ذهب أيلول”؟
ضاحي: بعد إعادة تأسيس الفرقة عام 2019، بدأنا بالتدريب والاستعداد لإقامة حفلات في شهر أيلول، فاخترت الاسم “ذهب أيلول” كرمز لانطلاقة جديدة ذهبية، وظن البعض أنه مرتبط بأغاني فيروز، لكن الحقيقة أنه مرتبط بلحظة الولادة الثانية للفرقة.
سانا: ما الذي ميّز هذه العودة الثانية للفرقة؟
ضاحي: كانت عودة حقيقية إلى الحياة الفنية، عملنا فيها على تنظيم الصفوف بشكل محكم، وبدأنا نشاطات مكثفة في مراكز ثقافية مثل المزة وكفرسوسة، وشاركنا بأكثر من ثلاث فعاليات سنوياً، مع توثيق كل نشاطاتنا عبر مجموعة على “فيسبوك” تتيح للجمهور متابعة مسيرتنا.
سانا: ما المناسبات التي أصبحت جزءاً من هوية الفرقة؟
ضاحي: انطلاقاً من أن المناسبات تربط الموسيقا بذاكرة الناس ووجدانهم نشارك سنويا في احتفالات عيد الأم، سواء عبر الجمعيات أو المراكز الثقافية أو وسائل الإعلام، كذلك أصبح لنا حضور دائم في احتفالات الأعياد.
سانا: كيف يتم اختيار الطلاب المشاركين؟
ضاحي: الطالب الذي يأتي لتعلم الموسيقا ويتقن عزف ثلاث مقطوعات يُقبل في الفرقة، ونضع لكل طالب برنامجاً فردياً، وبعد التدريبات يدمجون ضمن العزف الجماعي، ليصبحوا صوتاً واحداً متناغماً، ونوزع الأدوار حسب قدراتهم، ويتم التدرج في التعلم وفق تسلسل من الأسهل إلى الأصعب.
سانا: ما أهمية العزف الجماعي في التجربة؟
ضاحي: العزف الجماعي هو الامتحان الحقيقي للطالب، كونه يظهر مدى استيعابه وإحساسه بالموسيقا، وأقوم بالإشراف على الجوانب الفنية، بالتوازي مع الدعم اللوجستي وأماكن التدريب التي توفرها جمعية “طريق النور”، ولا نغفل أولياء الأمور ودورهم في دعم موهبة أطفالهم واحتضانها مع مراعاة الالتزام بدروسهم.
سانا: ما المناهج الموسيقية التي تعتمدونها؟ وهل “ذهب أيلول” فرقة موسيقية أم كورال للأطفال؟
ضاحي: طورت خطة خاصةً لكل طالب مع الاستفادة من مدارس مثل “أورف” و”كودالي”، وكل خطة تكون مختلفة وفق مهارات الفرد، وما يميزنا أننا فرقة موسيقية لأن العزف على الآلات هو الأساس، ولكن الكورال جزء مكمّل فقط.
سانا: هل يملك الطلاب آلاتهم الخاصة؟ وما طبيعة الأعمال التي تقدمها الفرقة؟
ضاحي: كل طالب مسؤول عن آلته وصيانتها ولابد من اختيار آلات جيدة منذ البداية، ما يعزز الانضباط والالتزام، وطبيعة الأعمال متنوعة توسع أفق الطلاب وتجعل الجمهور يتلقى ألواناً موسيقية مختلفة، كما نقدم أناشيد وأغاني للأطفال، وأغاني طربية وقدوداً، ومقطوعات موسيقية، وفيروزيات وكلثوميات، إضافةً إلى الموشحات والسماعيات.
سانا: ما خططكم المستقبلية؟
ضاحي: خطتنا الدائمة هي التجديد والتطوير، لا نهدف إلى التكرار ونحرص على أن يكون كل برنامج جديد أكثر تقدماً من سابقه، وكل موسم موسيقي هو فرصة لإضافة بصمة جديدة على المسرح وفي حياة الأطفال.