دمشق-سانا
استعادت ندوة “بين الألم والأمل كيف نعيش كمعتقلين سابقين”، التي استضافها المركز الثقافي في أبو رمانة، صوراً مؤلمة من عذابات المعتقلين في سجون النظام البائد، والكفاح ضد الاستبداد، قدمها ثُلة ممن شاركوا بالثورة السورية، وذوو شهداء، ومعتقلون محررون.

وفي افتتاح الندوة أوضح رئيس المركز الثقافي عمار بقلة أنها تأتي ضمن سلسلة ندوات ذاكرة ثورة دمشق، لتوثيق ما جرى خلال 14 عاماً من المعاناة والقتل والاعتقال، لحفظ تفاصيلها من التلاشي والتحريف، ولمواجهة جميع الروايات المضللة التي تحاول طمس الحقائق، وتجهيز الأرضية المناسبة لتحقيق العدالة والمحاسبة، وتوفير أدلة قانونية يمكن استخدامها في المحاكم ضد المجرمين.
كان موضوع الاعتقال هو المحور الأساسي للندوة التي أدارها محمد سليم الكسم، وشارك فيها كل من الصحفي عمار خريساني و الدكتور ضياء الدين حبوباتي، وهم جميعاً كانوا معتقلين سابقين أثناء الثورة السورية في دمشق، التي كان يحاول النظام البائد جهده تصدير صورة للعالم بأن العاصمة خالية من الثوار.

وعرض الكسم ممارسات النظام البائد بحق الأهالي الذين خرجوا في مظاهرات منددين بالمجازر بحق السوريين، مستذكراً المخاطر التي كانت تواجههم، وإقامة شبكات رصد سرية بأساليب بسيطة لتغطية المظاهرات، وتزويد محطات الإعلام الغربي والدولي بالفيديوهات كي يرى بعين الحقيقة ما يجري في العاصمة، فضلاً عن العمل الإغاثي الذي قام به متطوعون نصرة ودعماً للثورة.
أما الدكتور ضياء الدين حبوباتي استذكر شقيقه الشهيد الأصغر الشاب أمير صاحب الثمانية عشر عاماً، والذي لا يزال طالباً في الثانوية حين شارك في الحراك الطلابي، إلى أن جاء يوم استُشهد فيه أثناء مجابهة النظام بآلياته الحربية، كما تحدث عن تجربته القاسية في المعتقل حيث تعرض للسجن مرات عدة، من غير أن يثني عزيمته في متابعة الحراك الثوري، حتى جاء يوم النصر واحتفل به مُهدياً إياه لروح أخيه الشهيد.

واستذكر المشاركون في الندوة المصور الشهيد محمد الأشمر الذي قضى وهو يقوم بواجبه في توثيق العدوان على أحد مناطق ريف دمشق لتسيل دماؤه على عدسة الكاميرا التي حملها، وإلى جانبه الناشط الإعلامي حسام النصر، أحد مؤسسي تجمع نبض العاصمة، الذي كان يعمل في المجال الإغاثي في دمشق وريفها، ثم تعرض للاعتقال عام 2013 وقضى تحت التعذيب.
كما عُرّف في الندوة بتجمع “نبض العاصمة” الذي ضم أكثر من 30 تنسيقية وتجمعاً، قاموا بمظاهرات عدة ضد النظام البائد ووثقوا معظمها، وعرض فيديو يظهر لقاءات لفضائيات عربية وعالمية مع أعضاء التجمع لنقل الحقيقة إلى العالم أجمع.
