دمشق-سانا
تناولت المحاضرة التي أقامها النادي العربي مساء اليوم للباحث بكري علاء الدين، العلاقة العميقة بين العالِم محي الدين بن عربي ومدينة دمشق، باعتبارها المدينة التي اختار سكناها، ونشر فكره فيها بعد كثير من الترحال والغربة.
دمشق ملهمة مؤلفاته الكبرى

وجاء في المحاضرة أن دمشق كانت نقطة محورية في مسيرة ابن عربي الفكرية، حيث تركت أثراً بالغاً في مؤلفاته، ولا سيما في الفتوحات المكية وفصوص الحكم، والتي بدورها كان لها تأثير عميق في التراث الإسلامي، وبيّن علاء الدين كيف أن ابن عربي بعد أن تنقل في حواضر المغرب العربي والأندلس، وجد في دمشق المكان الذي ألهمه لإكمال أهم كتبه.
وأضاف علاء الدين: إن ابن عربي كان يعشق دمشق، ورأى فيها ملاذاً روحياً وعلمياً، ووجدها بمثابة الجنة بالنسبة له، في فترة كانت فيها الحضارة العربية والإسلامية بالأندلس على وشك الانهيار.
دمشق توجت فكر ابن عربي بالحب
بيّن علاء الدين أن ابن عربي تلقى الترحيب الكبير من علماء مدينة دمشق بعد قدومه إليها، الأمر الذي منح أعماله الفكرية دفعاً كبيراً، وأكد أن هذه المحاضرة تأتي لتسليط الضوء على هذه العلاقة الفريدة بين شخصية فكرية ودينية عظيمة، والعاصمة الأقدم في التاريخ، حيث توجت فكره الغني بالحب، وهو ما نحن أحوج إليه حالياً.
وأشار المهندس محمد دبور، الباحث في التراث الشعبي، في تصريح مماثل إلى أن المحاضرة تهدف إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة حول ابن عربي، وخاصة تلك المتعلقة بمفاهيم وحدة الوجود، مؤكداً أن ابن عربي كان عالماً وفقيهاً ذا أهمية كبيرة في التراث الإسلامي.
يشار إلى أن ابن عربي عاش في دمشق السبعة عشر عاماً الأخيرة من حياته، وأسس فيها مجلساً للعلم، ودُفن بعد وفاته على سفوح جبل قاسيون سنة 1240 ميلادية، في منطقة حملت اسمه فيما بعد.