دمشق-سانا
بعد أن ظل ممنوعاً من التداول طوال 12 عاماً، يعود إلى الساحة الثقافية السورية كتاب “المعارضة السورية” من تأليف الدكتور حازم نهار والدكتور لؤي صافي، حاملاً رؤية تحليلية لمسار العمل السياسي المعارض في مرحلة ما بعد انطلاقة الثورة السورية عام 2011.
ويستعرض الكتاب جذور المعارضة السورية الفكرية ضد النظام البائد، متتبعاً التيارات السياسية المختلفة التي تشكلت داخل سوريا وخارجها، والتحديات التي واجهتها، كما يضع المؤلفان إطاراً تحليلياً يمكن اعتباره مرجعاً بحثياً فكرياً يعزز النقاش الوطني حول مستقبل الحياة السياسية في سوريا.
انصهار الخبرة الأكاديمية بالتجربة السياسية
يعكس تعاون الدكتور حازم نهار الباحث والمدير السابق لمركز الحرمون للدراسات مع الدكتور لؤي صافي أحد مؤسسي المجلس الوطني السوري، وله حضور بارز في العمل السياسي المعارض للنظام البائد، تداخلاً بين التحليل العلمي والخبرة السياسية، وهو ما يمنح الكتاب خصوصية في طابعه البحثي وواقعيته في تناول الأحداث.
مضامين الكتاب
يتناول الكتاب الأصول الفكرية والتاريخية للمعارضة ضد نظام الأسد، انطلاقاً مما قبل عام 2011 ويستعرض أبرز التيارات السياسية مثل القومية، الإسلامية، والليبرالية، كما يناقش دور المعارضة في الخارج، وأداء المؤسسات المرتبطة بها.
ويطال الكتاب مسألة التموضع الوطني للمعارضة السورية ودورها في صياغة ملامح مستقبل سياسي متين لسوريا، ويدعو إلى نقد الذات والابتعاد عن الانقسام عبر رؤية وطنية جامعة مع التأكيد على ضرورة مراجعة الأداء السياسي بشكل منهجي بعيداً عن الاصطفافات.
أهمية الإصدار وأبعاده البحثية
تبرز أهمية الكتاب من كونه نتاج تجربة ميدانية وفكرية لاثنين من الفاعلين السوريين، يجمعان بين الرؤية النقدية المتعمقة لبنية المعارضة السورية والمعرفة العميقة بطبيعة الحراك السياسي، ويُعد الكتاب الصادر عن “الدار المتوسطية للنشر” إضافة نوعية للمكتبة السورية والعربية حيث يقع في 365 صفحة من القطع المتوسط.