دمشق-سانا
تتناول رواية “يانكا” للكاتبة تمارا فيتاليفنا ميخيفا، قضية مهمة يعيشها عدد كبير من الأطفال، وهي انفصال الوالدين وتبعاته التي تؤثر في تكوين الفرد والشخصية.
ميخيفا، الكاتبة المتخصصة بأدب الأطفال واليافعين تتحدث في روايتها عن يانكا الفتاة المراهقة المشبعة بالأحلام والطموح والتي تنقلب حياتها رأساً على عقب بعد طلاق والديها، وانتقالها مع أخيها وأمها للعيش في بلدة ساحلية عند منزل الجد والجدة الذي كانت تزوره في السابق لقضاء العطلة فيه، أما الآن فتغير الحال ولم تعد الأمور كسابق عهدها.
عقبات كثيرة اصطدمت بها يانكا، وهي الانتقال للعيش في بيئة جديدة، وصعوبة التأقلم مع السكن في بيت الجد والجدة، والاندماج في مجتمع وبيئة ومدرسة مختلفة.
وتطرقت الكاتبة إلى قضية إهمال الأهل لأطفالهم مادياً ونفسياً، حيث تضطر يانكا إلى العمل في مسرح بعد المدرسة لتأمين مصروفها الشخصي، وهناك تتعرف على عدد من الأصدقاء وتعيش مغامرات لا يعلم بها أحد، وتبتعد عن أمها نتيجة انشغالها في تأمين متطلبات العيش.
وتسهب الرواية في شرح تأثير انفصال الوالدين على الأبناء والمشاكل النفسية التي تخلفها الأحداث المؤلمة، وخصوصا في فترة المراهقة التي تعد فترة عمرية حرجة تؤثر على تصرفاتهم في المستقبل.
رسالة إنسانية للأهل ضمنتها الكاتبة ميخيفا في روايتها دعتهم فيها إلى التحلي بالصبر وتحكيم العقل عند نشوب مشاكل صغيرة في الأسرة، لأن أطفالهم سيدفعون ثمناً باهظاً جداً، جراء الصعوبات التي يسببها غياب أحد الوالدين، وما يخلف من شعور بالغضب الشديد والحزن والخسارة والقلق.
رواية يانكا، من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب 2025، ترجمة الدكتور عبد الحميد ديوب، وتأتي في 247 صفحة من القطع الكبير.
