الشريط الإخباري

 الأسرة السورية ركن الصمود الأول بوجه الحرب

دمشق-سانا

عشر سنوات من الحرب ولا يزال العالم يبدي دهشة من صمود الشعب السوري وتماسك ووحدة مجتمعه كانت أساسها الأسر المتجذرة في عاداتها وتقاليدها كداعم أول للمجتمع بما تحمله من مآثر نبيلة وقيم سامية موروثة حاول الأعداء نسفها وتبديدها بغية إضعاف بنية سورية اجتماعياً ووطنياً وتنفيذاً لمخططاتهم الخبيثة.

وإذا حاولنا توصيف الأسرة السورية بما تحمله وتنقله من قيم نجد الأمثلة حية وكثيرة في كل حارة أو قرية أو مدينة فهي الخلية الأولى التي تمنح المحبة والتضحية والتعاون والحوار وغيرها من الصور التي تجلت خلال الحرب الإرهابية في المجتمع السوري وعادت عليه بالخير والنجاة.

وعانى المجتمع السوري كثيراً في الحرب من خلال استهداف طريقة تفكير الفرد ضمن المجتمع وهو ما يوضحه الدكتور مهند ضاهر الباحث في علم الاجتماع السياسي في حديث لـ سانا أن الأسرة السورية واجهت الحرب والإرهاب بترابطها وقيمها البناءة والسامية وانتجت لسورية من استطاع أن يقدم روحه ويضحي بدمه من أجل وطنه لافتاً إلى أن دور الأسرة في ذلك عززته المنظومة التربوية والتعليمية والإعلام الوطني الذي يعد شريكاً مكملاً في جميع المراحل.

وبحسب ضاهر فإن المجتمع السوري استطاع أن يحافظ على وحدته وتماسكه وأفشل محاولات الغرب في تفكيكه عبر ترويج وتسويق النعرات والفتن وكان الجيش العربي السوري خير دليل في ذلك إذ يضم كافة أطياف الشعب السوري يقاتل دفاعا عن راية واحدة ووطن واحد اسمه سورية.

ومع محاولات الغرب تسويق افكاره الهدامة بقصد ضرب بنية الفرد وتوازنه لا بد من التنبه إعلامياً بشكل دائم وإعداد خطط مدروسة لمواجهة ذلك وفقاً للدكتور ضاهر عبر كافة وسائله ولا سيما وسائل التواصل الاجتماعي مشيراً إلى برامج قدمتها قنوات عربية تعمل بأجندات غربية لضرب بنية المجتمع السوري.

وشدد خبير علم الاجتماع السياسي على أهمية دور الأسرة في غرس القيم والموروثات الشعبية والعادات والتقاليد الأصيلة ومراقبة أبنائهم وتوجيههم في استخدام هواتفهم الذكية وشبكة الانترنت ليستطيعوا أن يميزوا بين الأفكار الخاطئة والصحيحة مبيناً دور المناهج التربوية والتعليمية في ترسيخ المنظومة الأخلاقية والموروثات الثقافية.

وعن دور التربية في دعم المجتمع وتعزيز تماسكه بين الدكتور وائل خطار أستاذ في كلية التربية أن الأسرة مسؤولة عن بناء شخصية الفرد بقيم إيجابية متزنة ومتكاملة من حيث الشخصية الجسدية والعقلية والانفعالية والاجتماعية والوجدانية ليأتي دور المدرسة في متابعة بناء الفرد تربوياً وتعليمياً ضمن مناهج تربوية متنوعة ومناسبة تصب في خدمة المجتمع وتماسكه وتطوره.

وضمن الانتشار الهائل لوسائل التواصل الاجتماعي والانترنت بات الغزو الثقافي الغربي أقرب إلى الأسر السورية وسهلت على أصحاب “العقول الخبيثة” بث سمومها في كل العالم بغية تدمير عقول جميع أفراد المجتمع عبر نشر أفكار هدامة لافتاً إلى أن الفكر الليبرالي الذي يسوق له “كفكر حر” في الحقيقة هو فلتان واستعباد واستغلال وشكل جديد من الهيمنة بعيد كل البعد عن عاداتنا وتقاليدنا التي تنمي فينا المسؤولية الجماعية واحترام حريات الآخرين.

وأكد الدكتور خطار أهمية تحقيق التوازن بين الحرية الفردية والجماعية لردع الفوضى وتعزيز القيم الأخلاقية والثقافية والتاريخية ونبذ كل محاولات غزوها أو طمسها لأنها العامل الأساس في تماسك ونجاة المجتمع في كل الأزمنة والظروف مشيراً إلى أن غياب الحوار يؤدي إلى خلخلة العلاقة الأسرية واضطرابات نفسية عند افرادها وبالتالي ضياع القيم والضوابط الأخلاقية.

 مها الأطرش وايناس سفان

انظر ايضاً

فعاليات ونشاطات منوعة ضمن حملة أيام الأسرة السورية بدرعا

درعا-سانا تضمنت الفعاليات التي أقامتها الجهات الحكومية والتطوعية في محافظة درعا ضمن حملة أيام الأسرة …