دمشق-سانا
في إطار فعاليات المؤتمر السوري الأول للأشخاص ذوي الإعاقة، المنعقد تحت شعار “لمستقبل شامل ومستدام”، شهدت العاصمة دمشق اليوم سلسلة من الجلسات التخصصية التي تناولت قضايا الدمج والتمكين للأشخاص ذوي الإعاقة، بمشاركة واسعة من الجهات الحكومية والمنظمات المحلية والدولية.

وتركزت الجلسات على محاور متعددة أبرزها الإعلام الدامج، الصحة النفسية، التأهيل والتعليم المهني، إضافة إلى إدماج ذوي الإعاقة في الأزمات والاستجابات الطارئة، والالتزامات الدولية تجاههم في فترات الكوارث والطوارئ.
إعداد تشاركي وتوجهات إستراتيجية
مديرة السياسات الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، عواطف حسن، أكدت أن إعداد الجلسات جاء بالتشاور مع الأشخاص ذوي الإعاقة والمنظمات غير الحكومية في مختلف المحافظات، مشيرة إلى أن الوزارة تسعى من خلال المؤتمر إلى دعم هذه الفئات ودمجهم بشكل أوسع في سوق العمل.

من جهتها، أوضحت مسؤولة التطوع والمناصرة في منظمة سند، أميمة حامدي، أن التحضير للمؤتمر استمر ستة أشهر بالتعاون مع الجهات المعنية، بهدف الخروج بتوصيات عملية لتحسين أوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة.
التعليم والتأهيل المهني في قلب النقاش
الدكتور فراس فارس، مدير تطوير البرامج بمنظمة الأطباء المستقلين، شدد على أهمية إعادة النظر في سياسات التعليم والتأهيل المهني، داعياً إلى الانتقال من مرحلة القوانين إلى التطبيق العملي، وتطوير المناهج والأدوات التعليمية لتناسب احتياجات الأطفال ذوي الإعاقة، وتدريب الكوادر التعليمية بشكل متخصص.

أما رئيس دائرة التربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم، شريف سلوم، فقد أشار إلى تأثير الحرب على واقع التعليم، حيث خرجت نحو 8 آلاف مدرسة عن الخدمة، ما أثر على الغرف الصفية الدامجة، وبيّن أن عدد المدارس الدامجة حالياً يبلغ 328 فقط، وهو عدد غير كافٍ لتلبية الاحتياجات.
الإعلام الدامج كأداة للتمكين
ميسرة جلسة الإعلام الدامج، غادة الخطيب، سلطت الضوء على دور الإعلام في تعزيز دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، مشددة على ضرورة تدريب الإعلاميين من ذوي الإعاقة وتوفير فرص عمل مناسبة لهم، كما دعت إلى تجاوز الصورة النمطية في تناول قضاياهم، والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال.
استجابة شاملة في حالات الطوارئ
مدير إدارة تقييم المخاطر في وزارة الطوارئ، علي محمد، أكد أهمية إعداد برامج تدريبية مسبقة، وتجهيز أماكن آمنة وسهلة الوصول، وتوفير أدوات اتصال خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، إضافة إلى تدريب المستجيبين للطوارئ على التعامل معهم.

كما تحدث رضوان الأحمد، مدير برامج الاستجابة الطارئة في هيئة الإغاثة الإنسانية، عن ضرورة دمج احتياجات ذوي الإعاقة في خطط الطوارئ، وتوفير بيئة شاملة وخدمات أساسية مثل الغذاء والرعاية الصحية.
يُقام المؤتمر برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وبالشراكة مع وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبالتعاون مع منظمة سند، وبمشاركة من منظمات المجتمع المحلي المعنية بذوي الإعاقة.








