برلين وواشنطن-سانا
كشف فريق علمي من معهد ماكس بلانك لأبحاث النظام الشمسي في ألمانيا وجامعة شيكاغو الأمريكية أن الجرم العملاق “ثيا” الذي اصطدم بالأرض قبل أكثر من 4.5 مليار سنة ونجم عنه تكوين القمر، لم يأتِ من مناطق بعيدة، بل تشكّل بالقرب من الأرض ضمن النظام الشمسي الداخلي، ما يعني أنه كان جاراً لكوكبنا في بداياته.
وحسب موقع “Space” المتخصص بأخبار الفضاء، استخدم العلماء تحليل النظائر الكيميائية لأربعة عناصر رئيسية هي الحديد والكروم والموليبدينوم والزركونيوم في صخور الأرض والقمر، لإعادة تخيل تركيب وحجم ثيا، حيث أكدت النتائج التشابه الكبير بين الأرض والقمر، كما كشفت أن الحديد الموجود في وشاح الأرض يعود على الأرجح إلى ثيا بعد الاصطدام.
وقارن الفريق التركيب الكيميائي المفترض لثيا مع النيازك القديمة الممثلة لمختلف مناطق النظام الشمسي، فتبين أن تركيب ثيا لا يتطابق مع أي منها، ما يشير إلى أن الجرم تشكّل من مواد فريدة وغامضة تختلف عن تلك التي شكلت الأرض والنيازك المعروفة.
ويؤكد العلماء أن هذه النتائج لا تفسر فقط لغز اصطدام ثيا بالأرض، بل تسلط الضوء أيضاً على التنوع الغني للمواد التي أسهمت في تكوين كواكب النظام الشمسي في مراحله الأولى، معززةً فهمنا لأصل القمر والأرض نفسها.
وتفتح هذه النتائج نافذة جديدة لفهم تطور النظام الشمسي، مؤكدةً أن دراسة الأجسام القريبة من الأرض في بداياته يمكن أن تكشف أسرار تكوين القمر والكواكب الأخرى.