لندن-سانا
كشفت دراسة بريطانية حديثة عن استراتيجية مثالية للفوز في الألعاب العشوائية مثل “حجر، ورقة، مقص”، تعتمد على أن يكون اللاعب غير متوقع، وألا يربط قراره بما حدث في الجولات السابقة، وهو ما يعكس مباشرة آلية عمل الدماغ في اتخاذ القرارات.
وأشارت الدراسة التي نشرت في مجلة “Social Cognitive and Affective Neuroscience” المتخصصة بدراسة العلاقات بين الدماغ والسلوك الاجتماعي والعاطفي، إلى أن المشاركين الذين تأثروا بنتائج الجولات السابقة كانوا أكثر عرضة للخسارة، موضحةً أن الإنسان يجد صعوبة في التصرف بعشوائية تامة.
وأجرى الباحثون تجربة شملت أزواجاً من المشاركين لعبوا 480 جولة على الحاسوب، بمجموع 15 ألف جولة، حيث لوحظ انحياز واضح نحو خيار محدد، إذ اختار أكثر من نصف المشاركين الحجر، يليه الورقة، بينما كان المقص الأقل اختياراً.
وتمكن العلماء من التنبؤ بخيار اللاعب قبل ضغطه على الزر عبر بيانات الدماغ، ما يوضح إمكانية تتبع عملية اتخاذ القرار أثناء حدوثها.
وأظهرت البيانات أن الدماغ يحتفظ بمعلومات عن الجولة السابقة، بما فيها خيارات اللاعب وخصمه، ما يشير إلى أنه يستخدم هذه المعلومات لتوجيه القرار التالي، لكن الاعتماد على الماضي يضر بالاستراتيجية، إذ تبين أن أدمغة الفائزين لم تتأثر بالجولات السابقة، بينما كانت أدمغة الخاسرين تحوي معلومات عنها.
وأكد الباحثون أن الدراسة تبرز محدودية الدماغ في مقاومة محاولة التنبؤ بالمستقبل من خلال الماضي، حتى عندما يكون ذلك غير مفيد، وأن لعبة “حجر، ورقة، مقص” كانت نقطة انطلاق مثالية لهذا البحث، على أن تُطبق لاحقاً في بيئات تنافسية أكثر تعقيداً، حيث يكون تتبع القرارات السابقة جزءاً من الاستراتيجية نفسها.
