لندن-سانا
كشفت دراسة علمية حديثة أجراها مركز تنسيق التغذية في كلية الصحة العامة بجامعة مينيسوتا الأمريكية، عن مجموعة من الفوائد والسلبيات المرتبطة ببدائل الحليب النباتية، التي أصبحت خياراً شائعاً لدى كثيرين ممن يتجنبون الحليب الطبيعي لأسباب صحية أو غذائية.
وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن الدراسة أجريت بقيادة أبيجيل جونسون، المديرة المساعدة للمركز، وشملت 219 نوعاً من بدائل الحليب النباتية تعود إلى 21 علامة تجارية مختلفة، وبيّنت أن هذه المنتجات تحتوي عموماً على نسبة أقل من البروتين والدهون المشبعة مقارنة بحليب الأبقار، وغالباً ما تُدعّم بعناصر غذائية مثل الكالسيوم وفيتامينَي D وB12 لتعويض الفارق الغذائي.
وأشارت الدراسة إلى أن مطابقة التركيب الغذائي بين بدائل الحليب وحليب الأبقار ليست ضرورية في جميع الحالات، باستثناء الأشخاص الذين يحرصون على تناول الكالسيوم بانتظام، موضحةً أن محتوى البروتين يختلف تبعاً لنوع البديل المستخدم.
وحول أكثر البدائل شيوعاً، أوضحت الدراسة أن حليب الصويا يُعد الأقرب من الناحية الغذائية إلى حليب الأبقار ويُوصى به للأطفال، نظراً لاحتوائه على مركبات طبيعية مثل الإيزوفلافون التي تدعم صحة القلب والكبد والكلى.
وبيّنت الدراسة أن حليب الشوفان يتميز بقوام كريمي وغناه بالألياف ومركبات مضادة للالتهابات، ما يجعله مناسباً لمرضى القولون العصبي، رغم أن مركبات الفيتات فيه قد تؤثر على امتصاص الحديد والزنك والكالسيوم.
أما حليب اللوز فهو منخفض السعرات والسكريات وملائم لمن يفضلون مكونات بسيطة، لكنه يحوي نسبة بروتين أقل مقارنة بحليب الصويا أو الكاجو أو البازلاء، في حين يمتاز حليب جوز الهند بملمسه الكريمي وارتفاع محتواه من الدهون المشبعة، ما يستدعي الاعتدال في تناوله رغم احتوائه على مركبات مضادة للأكسدة.
وأشارت الدراسة إلى أن حليب الأرز يُعد خياراً مناسباً لمن يعانون من الحساسية الغذائية أو يحتاجون إلى مصادر طاقة عالية، كونه منخفض البروتين والدهون والكوليسترول وغني بالكربوهيدرات، مع ضرورة دمجه مع مصادر بروتين أخرى لتحقيق التوازن الغذائي.
وتشهد بدائل الحليب النباتية انتشاراً متزايداً في الأسواق العالمية خلال السنوات الأخيرة، مع تزايد الوعي الصحي والاتجاه نحو الأنظمة الغذائية النباتية، وتطور الصناعات الغذائية، وارتفاع الطلب على المنتجات المستدامة والصديقة للبيئة.