دمشق-سانا
شكلت مفاهيم التغذية السليمة وتحسين الثقافة المجتمعية في سوريا محوراً رئيسياً ضمن فعاليات اليوم العلمي الأول للجمعية السورية الأمريكية للتغذية في المكتبة الوطنية بدمشق اليوم، حيث تمت مناقشة سبل العمل على رفع جودة الخدمات الصحية، وتعزيز الوعي الاجتماعي في مجال التغذية، والتأكيد على ضرورة تأهيل الكوادر الوطنية المتخصصة بالمعارف والمهارات، بما يسهم في النهوض بواقع التغذية والصحة العامة في سوريا.
اختصاصي التغذية الدكتور عزيز إبراهيم أكد في تصريح لمراسلة سانا، أن تطوير مفاهيم التغذية السليمة والارتقاء بواقع المهنة في المرحلة الحالية يعد ضرورة ملحة، ولا سيما في ظل الظروف التي مرت بها سوريا خلال السنوات الماضية التي تأثر بها القطاع الصحي في إضافة إلى ما سبقها من عقوبات ومعوقات.

وأشار إبراهيم إلى أن قطاع التغذية بحاجة ماسة إلى تنظيم مهني ورسمي، وتعزيز حضوره داخل المؤسسات الطبية، والتركيز على تكثيف حملات الوعي المجتمعي بأهمية التغذية العلاجية أسوة بما هو مطبّق في دول مجاورة حيث يوجد اختصاصيو تغذية معتمدون في كل مشفى لمعالجة المشكلات الصحية المختلفة.
تنظيم المهنة ونشر ثقافة التغذية السليمة

عضو مجلس أمناء الجمعية السورية الأمريكية للتغذية الدكتورة عبير مارديني، أكدت أن تنظيم المهنة يساعد في إعادة ضبط هذا القطاع ليكون جزءاً فاعلاً من عملية التعافي وإعادة البناء في سوريا، مشيرة إلى أهمية رفع كفاءة الخريجين بما يتوافق مع احتياجات السوق المحلي الإقليمي والدولي، وتعزيز التعاون بين الكوادر العلمية والاستفادة من الخبرات المحلية أو الإقليمية أو الدولية، حيث يحتاج المجتمع إلى التثقيف والدعم الصحي والغذائي بعد سنوات من المعاناة.

بدوره، بيّن نائب عميد كلية العلوم الصحية في جامعة إدلب الدكتور فادي البكور أن تكثيف اللقاءات العلمية بعد حرمان دام 14 عاماً تُشكّل ركيزة أساسية في نشر ثقافة التغذية السليمة وتعزيز الوعي الصحي في المجتمع، ونقل المعرفة العلمية الموثوقة وتصحيح المفاهيم الغذائية الخاطئة، وعرض أحدث الدراسات العلمية المتعلقة بالتغذية، بما يساعد الأفراد والمتخصصين على فهم الاحتياجات الغذائية الصحيحة لمختلف الفئات العمرية، والوقاية من الأمراض المرتبطة بسوء التغذية.

فيما شددت اختصاصية التغذية الدكتورة ميساء عمايري على أهمية اعتماد أنظمة نقل حديثة وتقنيات رقمية متطورة وخاصة عند التعامل مع المواد الغذائية الحساسة، ومتابعة المنتجات بشكل دقيق طوال مراحل الإنتاج، والالتزام بأعلى معايير السلامة الغذائية، واعتماد تقنيات حديثة في صناعة الأغذية وسيلة فعّالة لضمان التغذية السليمة، تسهم في تقليل الهدر الغذائي وزيادة ثقة المستهلك في سلامة المنتجات.
التركيز على جودة الغذاء
مديرة إدارة الجودة في إحدى شركات الصناعات الغذائية المهندسة بثينة اليوسفي أكدت ضرورة التركيز على جودة الغذاء، واعتماد مواد أولية طبيعية، تضمن الجودة والسلامة الغذائية، وأهمية أن تكون عمليات التصنيع تتم وفق نظام متكامل لإدارة الجودة، وتخضع لمعايير المواصفات الدولية ISO 9001 وISO 22000 لعام 2018، وتطبيقها على جميع مراحل التصنيع، بدءاً من تأمين المواد الأولية، وصولاً إلى عمليات الإنتاج النهائي وتسليمه للمستهلك.
وأشهرت في وقت سابق اليوم “الجمعية السورية الأمريكية للتغذية”، ومن أبرز مهامها تعزيز مهنة التغذية في سوريا، وإعداد الخريجين لسوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، وتطوير مهاراتهم، وإيصالها الى المستويات العالمية، وتحسين الثقافة الغذائية بين أفراد المجتمع السوري، وعقد مؤتمرات محلية وعالمية وعرض ما توصل إليه الباحثون من نتائج ذات صلة بتحسين مستويات التغذية للمواطنين في سوريا.

