دمشق-سانا
برعاية الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر الوطني للإعاقة بعنوان “التمكين والشمول والدمج”، والذي تقيمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي السورية بحضور رسمي، وذلك في المركز الوطني للفنون البصرية بدمشق.

ويتضمن المؤتمر الذي يستمر على مدى يومين، ورشات حوارية حول واقع الإعاقة في سوريا، ودور المجتمع في دعم الأشخاص ذوي الإعاقة، والحوكمة وبناء الكوادر في مجال الإعاقة، والرعاية النفسية والاجتماعية، كما يناقش الاضطرابات النمائية وبرامج التأهيل عبر مراحل العمر، والمستجدات في تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، وأهمية الكشف المبكر عن الإعاقة.
تطوير السياسات الحكومية الخاصة بالإعاقة

معاون الأمين العام لرئاسة الجمهورية لشؤون مجلس الوزراء علي كده، لفت في كلمة له إلى أهمية المؤتمر في ضوء وجود أعداد كبيرة من الجرحى والمصابين بإعاقات دائمة أو مؤقتة ناجمة عن الحرب، وضرورة التعامل معهم من منطق الحق والواجب الوطني، لا الشفقة، مشيراً إلى أن توجهات الحكومة في سوريا الجديدة تركز على تطوير السياسات الخاصة بالإعاقة، وتعزيز العمل المؤسسي، وبناء كوادر متخصصة تقدم خدمات فاعلة في التأهيل والتعليم، والرعاية، والتشغيل.
تمكين ذوي الإعاقة

وزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي أكد في كلمة له أن الوزارة تعمل على تهيئة البيئات الجامعية لتكون متاحة بلا عوائق، وتطوير المناهج وأدوات التعلّم، وتأهيل الكوادر، ودعم البحث العلمي التطبيقي، ليُنتج حلولاً وتقانات مساعدة عبر تكامل الأدوار، وتشابك الجهود كافة، وأن الثقافة الدامجة تُبنى بالتعليم، وتُروى بالإعلام، وتَرسخ بالممارسة.
ممثل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بهجت حجار بيّن أن استراتيجية الوزارة الحالية أولت الأهمية لوصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى حقوقهم في جميع برامجها، كالحماية المجتمعية وشؤون العمل والتوظيف والتمثيل المدني والسياسي، مؤكداً التزام الوزارة بمخرجات المؤتمر، ومتابعة توصياته وتحويلها إلى سياسات عملية بالشراكة مع كل الجهات الوطنية والدولية الفاعلة.
برامج علمية متخصصة
رئيس جامعة دمشق مصطفى صائم الدهر أشار إلى أن الجامعة بصدد افتتاح برنامجي ماجستير بالتعاون مع الجمعية الطبية السورية الأمريكية “سامز”(SAMS) والاتحاد الأوروبي، الأول يختص بالعلاج النفسي السريري العصبي في كلية العلوم الصحية، والثاني في العلاج النفسي في كلية التربية، وتعمل على إحداث ماجستير خاص بالتوحد فِي كلية التربية، كما تخطط لإعادة تأهيل البنى التحتية فيها لتكون سهلة الوصول لذوي الإعاقة.
اهتمام منظمات إنسانية

وفي كلمة بالإنابة عن الممثل المقيم للأمم المتحدة في سوريا، أكدت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان انشراح أحمد، التزام منظمات الأمم المتحدة بضمان الحماية والوصول الآمن إلى المأوى والمعلومات والخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة، مع اهتمام خاص بحماية النساء والفتيات، وتعزيز الخدمات المراعية للنوع الاجتماعي، وتعزيز المساءلة، ومواءمة برامج الفريق القطري للأمم المتحدة مع آراء الأشخاص ذوي الإعاقة، وتفعيل مشاركتهم في جميع مراحل التخطيط والتنفيذ والتقييم.
وتخلل المؤتمر عرض تقرير عن تجربة التعليم الدامج في سوريا، وفيديو للتعريف بالوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا”، التي قدمت 100 سماعة طبيه لأطفال سوريين مؤخراً، وفيديو للطفلة سيرين حسابا، من دوما التي تعاني بتراً في القدم جراء الحرب، ومساعدتها للاندماج في مجتمعها عبر تعليمها مهنة الحلاقة والتجميل.

حضر المؤتمر وزيرا المالية محمد يسر برنية، والسياحة مازن الصالحاني، ومعانو وزراء، ورؤساء هيئات وممثلو منظمات دولية، ومنظمات تهتم بالإعاقة، وأكاديميون وخبراء، وممثلو مؤسسات حكومية ومنظمات المجتمع المدني، وطلاب جامعات.
وذوو الإعاقة هم الأشخاص الذين يعانون قصوراً دائماً أو طويل الأجل في القدرات البدنية، أو الحسية، أو العقلية، أو النفسية، ما يحد من قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية والمشاركة الكاملة في المجتمع، ويواجهون تحديات بصعوبة الوصول للمرافق العامة ووسائل النقل، ونقص الوسائل المساعدة في التعليم والعمل، ونظرة المجتمع السلبية في بعض الأحيان.



