دمشق- سانا
شهد حي التضامن بدمشق اليوم فعالية شعبية حاشدة احتفاء بالذكرى السنوية الأولى للتحرير وانتصار الثورة السورية.

واحتشد الأهالي حاملين الأعلام واللافتات، معبرين عن فرحهم واعتزازهم بالنصر، ومحبتهم لوطنهم وإصرارهم على بناء سوريا الجديدة ضمن أجواء من الأمل والتفاؤل.
مشاركة الأهالي ورغبتهم في إعادة الحياة
مراسلة سانا التقت عدداً من الأهالي المشاركين في الفعالية، حيث عبّروا عن فرحهم بذكرى التحرير الأولى لسوريا حيث أشار أنور النابلسي من لجنة الحي إلى أن الذكرى الأولى للتحرير تعني لهم الحياة من جديد، وأن مشاركة الأهالي تعكس إصرارهم في تجاوز آثار السنوات الماضية من قتل ودمار وتهجير والعمل على إعادة الحياة إلى الحي واستنهاض طاقاته.

وبين النابلسي أن مشاركة الأهالي في فعالية اليوم تعبر عن وفائهم لأهالي الحي الذين فقدوا أبنائهم وتدمرت منازلهم خلال عهد النظام البائد.

وأشارت منى قره باش، زوجة شهيد من حي التضامن، إلى أن حضورها هو رسالة وفاء لروح زوجها ولجميع من ارتقوا دفاعاً عن كرامة أهلهم، وشدّدت على أن مشاركة أهالي الحي في هذه الفعالية تجسّد وحدتهم وإصرارهم على النهوض من جديد، وأن صوتهم سيبقى عالياً يحمل الأمل والعمل من أجل حياة كريمة لجميع أبنائه.
الصمود صنع الفارق

بين العامل شامان خليل أن تفاصيل الحياة تحت الحصار والخوف وانقطاع الخدمات خلال سنوات الثورة كانت قاسية جداً، وأن صمود الأهالي هو الذي صنع الفارق في مواجهة الظروف القاسية، وأن الفرح في عيد التحرير رسالة واضحة بأن إرادة الحياة أقوى من الحرب والألم.
دماء الشهداء رمز للتضحية والصمود

أشارت فوزية عبدالله، والدة الشهيد محمد محمود، إلى أن دم ابنها لم يذهب هدراً، بل أصبح رمزاً للتضحية والصمود، ولفتت إلى أن هذا اليوم يعيد إليها ذكريات صعبة، لكنه في الوقت نفسه يملؤها بالفرح لأن أبناءها يعيشون الآن بأمان، فالتحرير كان بداية حقيقية للعودة والاستقرار.
الذكرى الأولى للتحرير.. رسالة أمل

التاجر محمد مصطفى بين أن الذكرى الأولى للتحرير هي رسالة أمل تشعرهم بأن لديهم فرصة لصناعة مستقبل أفضل في حيّهم، وأنهم يريدون أن يكونوا جزءاً من إعادة إعمار سوريا.
وتؤكد طالبة الطب ريم الحمصي أن الذكرى الأولى للتحرير ليست مجرد تاريخ يُستعاد، بل شعور حيّ ينبض في قلوب الجميع، فالتحرير ليس حدثاً عابراً، بل عملية شفاء طويلة أعادت الحياة إلى شوارع الوطن وإلى قلوب أبنائه.
وكان حيّ التضامن مكاناً يحمل في ذاكرته واحدة من أثقل المآسي، فمجزرة التضامن التي شهدها كانت جرحاً عميقاً في تاريخ الحيّ وأهله، ومع مرور عام على التحرير، يثبت أبناء التضامن أنهم أقوى من الألم، وأنهم قادرون على تحويل الوجع إلى قوة تدفعهم لاستعادة حياتهم وإعادة بناء حيّهم بعد انتصار الثورة السورية وتحرير سوريا من النظام المجرم.


