دمشق-سانا
انعقدت اليوم أعمال المؤتمر التأسيسي الأول لمجلس قبائل الشركس، في فندق البوابات السبع بدمشق، بمشاركة شركس سوريا والمهجر، وحضور رسمي ودبلوماسي رفيع المستوى.
تنظيم الجهود ضمن إطار مؤسسي
ويهدف المجلس إلى تنظيم الجهود الشركسية ضمن إطار مؤسسي موحد، وحماية الروابط الداخلية بين القرى والعائلات، ودعم الكفاءات وتمكين الشباب في جميع المجالات، وتعزيز الهوية واللغة والتراث بوصفها جزءاً أصيلاً من مكونات التنوع السوري، وإطلاق مبادرات تنموية وتطوعية، والعمل على خدمة الدولة والمجتمع.
تعزيز وحدة الصف

رئيس مجلس قبائل الشركس الشيخ محمد إلياس جركس، أكد في كلمة خلال الافتتاح، أن النصر الحقيقي لا يُقاس بانتهاء المعارك، بل يبدأ من المؤسسات والعمل الوطني، مشدداً على أن المرحلة المقبلة هي عهد البناء لا الشعارات، وعهد المؤسسات لا الارتجال.
وأوضح جركس أن الشركس، الذين كانوا عبر القرون جزءاً أصيلاً من بنية المجتمع السوري، سيواصلون دورهم في تعزيز وحدة الصف، والمشاركة في إعادة الإعمار، وصون الهوية الثقافية، ومد جسور التعاون مع مختلف القبائل والعشائر، بما يرسخ الاستقرار ويخدم مشروع الدولة الوطنية الحديثة.
وقال جركس: “إن مجلس قبائل الشركس سيبقى وفياً لتضحيات الشهداء، ثابتاً في ولائه للدولة وقيادتها، وماضياً في دوره التاريخي لبناء سوريا الجديدة دولة العدالة والكرامة”.
خطة المجلس

ولفت المستشار السياسي في المجلس وائل ميرزا، في كلمة مماثلة، إلى أن المجلس سيعمل على إنشاء صندوق لدعم مشاريع صغيرة، وشركة تأمين لتعزيز حضور الشركس عبر منصات حديثة، وتنظيم مهرجان سنوي، وتفعيل الشباب الشركسي ليكون قادراً على الخدمة في المؤسسات العامة لدفع عملية التنمية، إضافة إلى إحداث أكاديمية، تكرس الانضباط والقيم العامة، ومؤسسة للطوارئ والإغاثة لتكون نموذجاً سورياً فاعلاً في سوريا الجديدة، وتعزز الهوية الوطنية.
تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي

وأشار رئيس اتحاد الجمعيات الشركسية في تركيا نصرت باش إلى أن الشركس قدّموا آلاف الشهداء دفاعاً عن الأوطان التي احتضنتهم، وفي مقدمتها تركيا وسوريا والأردن، موضحاً أن اتحاد الجمعيات، وبالتنسيق مع الشركس في سوريا، ملتزم بالحفاظ على اللغة والهوية والتراث، والدفاع عن الحقوق التاريخية له، مشيراً إلى الاستعداد لتقديم كل أشكال الدعم الممكن لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي بين تركيا وسوريا، وتقوية روابط الأخوة بين البلدين.
التلاحم بين مكونات المجتمع

أكد مسؤول المتابعة في مجلس القبائل والعشائر في سوريا الشيخ محمد عمر عبود، في تصريح لمراسلة سانا، أهمية تعزيز التماسك بين القبائل الشركسية والتلاحم بين جميع فئات المجتمع السوري.
ومن شركس الأردن، أشار الباحث عدنان يونس بزادوغ، في تصريح مماثل، إلى أهمية المجلس في التعبير الحقيقي عن الشراكس وثقافتهم وهويتهم، وتعزيز دورهم التاريخي في المجتمع.

والشيخ رضوان تامر السيد من قبيلة النعيم، رأى أن خطوة إطلاق المجلس تسهم في تعزيز وحدة المجتمع، حيث يشكل الشركس مكوناً أساسياً قدموا الكثير للثورة السورية من الشهداء والجرحى والمعتقلين، وعملوا في المجال الإغاثي والإنساني.
بدوره أكد العقيد رياض الأسعد أن سوريا تجتمع اليوم ضمن هذا المجلس للتعبير عن الهوية الوطنية الجامعة، وسوريا الموحدة لجميع أبنائها، لافتاً إلى أن السوريين يرفضون المشاريع الانفصالية التي أتت من الخارج ويتصدون بقوة لها، للنهوض بوحدة السوريين.
وتخلل المجلس عرض فيلم تحدث عن قصة الشركس على مستوى العالم، وتاريخهم، حتى وصلوا إلى سوريا، ومشاركتهم في صناعة الثورة السورية.
ويتكون الهيكل العام للمجلس من رئيس القبيلة الذي يمثل المرجعية العليا والرمزية للشراكس، يتولى توجيه المسار العام، واعتماد القرارات الاستراتيجية، وتمثيل الشركس أمام الدولة والهيئات الوطنية، إلى جانب مجلس الأمناء، وهو هيئة قيادية تضم الشخصيات الاعتبارية من مختلف المناطق الشركسية، مهمته رسم السياسات العامة والإشراف على الأداء المؤسسي، وتثبيت الشرعية الاجتماعية للمجلس، إضافة إلى لجان فرعية تمثيلية حسب التوزيع الجغرافي، تنقل الاحتياجات والمطالب المحلية، وتنفذ التوجيهات، وتضمن وحدة القرار والعمل.







