دمشق-سانا
اختتمت اليوم فعاليات مؤتمر “العمل الإنساني والتعافي من أجل سوريا – حلول محلية لتحقيق تأثير مستدام”، الذي انطلق قبل يومين في فندق “رويال سميراميس” بدمشق، بتنظيم من منظمة “Help” الألمانية، وبالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
بناء سجل وطني

المشاركون في المؤتمر أكدوا في توصياتهم، ضرورة العمل على بناء سجل وطني وتصنيف شفاف للمنظمات، بالتعاون مع المجتمع المدني في جميع الجغرافيات، وبما يضمن الشمولية الكاملة وعدم إقصاء أي طرف، وتبسيط ورقمنة الإجراءات الإدارية المرتبطة بالترخيص والتقارير، ورفع كفاءة الكوادر الحكومية في هذا المجال، إضافة إلى إدخال حوافز ضريبية للقطاع الخاص والمؤسسات التي تساهم في تمويل العمل المدني.
وأشار المشاركون إلى أهمية إنشاء منصة حكومية معرفية تضم القوانين، والقرارات، والإجراءات ذات الصلة بالعمل المدني، وتطوير مناهج تعليمية وتدريبية تشمل مفاهيم العمل الإنساني والاجتماعي، وإعداد خطة وطنية شاملة للاحتياجات والاستجابة تستند إلى بيانات موثوقة وحديثة، وتمكين الوصول إلى التمويل عبر قنوات مالية آمنة وشفافة، واعتماد نهج تشاركي مع المجتمع المدني يقوم على الثقة والوضوح والاستقلالية.
تنويع الشركاء المحليين وتجديدهم
ودعا المشاركون إلى تنويع الشركاء المحليين وتجديدهم، وتوفير فرص عادلة للمنظمات الناشئة والصغيرة، واعتماد تمويل طويل الأمد يدعم بناء القدرات والاستدامة، واحترام التنوع الجغرافي والثقافي في سوريا، والاستثمار في إنتاج المعرفة المحلية، ودعم صناديق التمويل المشتركة ذات القيادة المحلية والتي يمكن الوصول إليها من قبل الجهات الفاعلة الإنسانية السورية الصغيرة والمتوسطة الحجم، مما يتيح التمويل المباشر، والسماح للمنظمات غير الحكومية الدولية بالعمل.
تطوير الحوكمة الداخلية والشفافية
لفت المشاركون إلى أهمية تطوير الحوكمة الداخلية والشفافية، واعتماد سياسات واضحة لإدارة الموارد البشرية والمالية، ومراعاة تباين الاحتياجات بين المنظمات، وبناء تحالفات قطاعية وجغرافية للحد من التنافس الضار، وتعزيز التكامل، وترسيخ ثقافة التقييم والتعلم المستمر والتخطيط الاستراتيجي لسيناريوهات انقطاع التمويل، وتقليل الاعتماد على مصدر واحد.
وفي تصريح لـ سانا بين ممثل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بهجت حجار، أن المؤتمر شكّل فرصة لتعزيز الحوار بين منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والجهات المانحة حول مستقبل العمل الإنساني، بما يسهم في وضع رؤية واضحة لمستقبل سوريا الجديدة، وإيصال صورة بأن المجتمع المدني يمكن أن يكون شريكاً في عمل الحكومة.
دعم عمل المنظمات غير الحكومية
بدوره، عضو اتحاد الجمعيات الخيرية في دمشق وريفها هيثم سلطجي أشار إلى أهمية دعم عمل المنظمات غير الحكومية على اختلاف مستوياتها، وإنشاء صندوق لدعم مشاريع هذه المنظمات تشرف عليه الحكومة؛ بما يسهم بشكل فاعل في النهوض بالواقع الاقتصادي وعملية إعادة الإعمار.
من جهتها، أشارت مديرة المنظمات غير الحكومية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل رولا الأغبر، إلى أهمية ما تناوله المؤتمر من نقاشات تمحورت حول جودة الشراكات بين المنظمات الدولية والمحلية، وكيفية التمويل وتحصيل الموارد، وأهمية المشاركة المجتمعية والتمكين، وبناء القدرات، وتقاسم المعرفة، لافتة إلى قدرة منظمات المجتمع المدني على تصميم برامج تلبي الاحتياجات المجتمعية وتساعد في البناء والتنمية.
أمين صندوق اتحاد الجمعيات الخيرية في دمشق وريفها صفوان الحموي، أكد أهمية تمكين المنظمات غير الحكومية من العمل وتنفيذ برامجها ومشاريعها الإنسانية داخل سوريا، وتعزيز التشبيك فيما بينها وتطوير عملها لتكون شبيهة بالمنظمات الدولية.
وشارك في فعاليات المؤتمر خلال أيامه الثلاثة، التحالف السوري للمنظمات غير الحكومية، ومنتدى المنظمات، واتحادي الجمعيات الخيرية في دمشق وريفها وفي حلب، ورابطة الشبكات السورية، ومنصة شمال شرق سوريا بهدف وضع حلول مستدامة ورسم سياسات مستقبل المجتمع المدني، والعمل الإنساني في سوريا.