دمشق-سانا
بدأت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) اليوم، ورشة عمل حول “استراتيجية الحد من الفقر متعدد الأبعاد”، وذلك في فندق مدينة الياسمين بدمشق.

وتضمنت الورشة التي تستمر ليومين التعريف بمنهجية ومؤشرات قياس الفقر متعدد الأبعاد، إضافة لعرض التجارب الدولية في هذا المجال، والسياسات والقوانين السورية المتعلقة بالفقر، كما تضمنت مناقشات جماعية حول سبب الحاجة إلى قياس هذا النوع من الفقر في سوريا، والتحديات الراهنة في عمليات القياس.
وفي كلمة لها خلال الافتتاح، أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات، أهمية الاستفادة من خبرات المنظمات، والمجتمع المدني، وتعزيز التشاركية بين جميع المؤسسات الحكومية والقطاعين العام والخاص، إضافة للمجتمع الدولي، لتكون فعالة وواقعية، لافتة إلى أن الاستراتيجية ستخضع للتقييم والمراجعة وإعادة النظر بشكل دوري بما يتناسب مع الواقع واحتياجات الناس.

وقالت الوزيرة قبوات: إن سياساتنا قريبة من الناس ومرنة وقادرة على مواكبة التحديات، وتعزيز البيانات الوطنية، وتطوير أدوات القياس، وتوحيد الأطر المؤسساتية، بما يسهم في توفير المساعدة لمستحقيها، منوهة بالدور الحيوي الذي تلعبه منظمة اليونيسيف وبرنامج الأمم المتحدة في دعم البرامج والمشاريع التي تسهم في تحقيق التنمية والفائدة للمجتمع السوري.
من جانبه، أوضح وزير المالية محمد يسر برنية أن مكافحة الفقر تعد قضية وطنية، ومن أولويات السياسات التي تعمل عليها الحكومة السورية، للوصول إلى نتائج تمكن الأسرة السورية من العيش بحياة كريمة.

وقال برنية: نحن شركاء مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وأهم أولوية لنا هي القضاء على الفقر، كما نولي اهتماماً كبيراً للصحة والتعليم والنمو الاقتصادي، مضيفاً: شهدنا تحسناً خلال الأشهر الماضية في بعض الخدمات والأداء الاقتصادي.

وفي السياق ذاته، بيّن رئيس هيئة التخطيط والإحصاء الدكتور أنس رضوان أن عمل الهيئة في إطار الاستراتيجية سيتركز على توفير البيانات واستكمالها، إضافة لإجراء المسوح على الأرض للوصول إلى أرقام دقيقة، وتحديد الفئات المستهدفة بالدعم.

بدورها، ممثلة اليونيسف في سوريا ميريتشيل ريلانو حددت أولويات رئيسية لمعالجتها، وتشمل: التغذية والصحة والتعليم والمياه النظيفة والسكن والحماية من العنف وعمالة الأطفال والزواج المبكر، إلى جانب برامج مستدامة تركز على بناء حماية اجتماعية للأطفال، وتعزيز تأمين الخدمات للأطفال والرعاية الصحية والتعليم والحماية الاجتماعية.

وأشار الممثل المقيم بالنيابة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي محمد صديق مضوي إلى وجود شراكة عالمية بين مبادرة جامعة أوكسفورد والبرنامج بما يخص الفقر متعدد الأبعاد، والبيانات الأساسية لتوجيه السياسات وتحسين الاستهداف وقياس المتغيرات زمنياً، لافتاً إلى أن الورشة تشكل أساس مفاهيم عملياتي تبنى عليه النقاشات القادمة حول تصميم الاستراتيجية الوطنية للحد من الفقر متعدد الأبعاد، ولا سيما أن هناك العديد من الدول حققت تقدماً في هذا المجال.
وتعمل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على إطلاق برنامج وطني يستهدف الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع، لتعزيز الحماية الاجتماعية والحد من الفقر، عبر بناء منظومة حماية اجتماعية شاملة وأكثر عدالة واستدامة، تقدم دعماً مباشراً للأسر المحتاجة لتغطية احتياجاتها الأساسية، وتربط المستفيدين ببرامج وخدمات أخرى مثل التوظيف والرعاية الصحية.




