درعا-سانا
شهد المركز الثقافي في درعا اليوم مهرجان الوفاء الأول الذي نظمته نقابة الأطباء، بحضور رسمي وشعبي واسع لتكريم الأطباء الذين قضوا خلال سنوات الثورة، سواء في المعتقلات أو تحت القصف أو أثناء عملهم في المساعدة الطبية الميدانية.

كما تضمن المهرجان الاحتفاء بأبناء الأطباء المتفوقين وتقدير عدد من الأطباء الرواد ممن كانت لهم بصمة طويلة في خدمة المجتمع.
محافظ درعا أنور الزعبي أوضح لمراسل سانا، أن المبادرة تعبر عن عرفان عميق لذكرى الأطباء الشهداء الذين جمعوا بين رسالتهم الطبية ودورهم الوطني، مضيفاً: “هؤلاء الأطباء قدموا مثالاً نادراً لمن وضعوا حياتهم في خدمة الجرحى والثوار رغم كل المخاطر، كانوا يعالجون بيد ويحملون السلاح باليد الأخرى وكان عطاؤهم نوراً يهتدي به الجميع وتكريم أسرهم اليوم هو أقل ما يمكن تقديمه أمام حجم ما قدموه”.
وأضاف الزعبي: إن التكريم شمل أيضاً المتفوقين من أبناء الأطباء والأطباء كبار السن الذين شكلوا ركناً أساسياً في المسيرة الصحية بالمحافظة.

من جانبه أوضح مدير صحة درعا الدكتور زياد المحاميد لـ سانا، أن هذا الحفل أعاد للحاضرين ذكريات الأيام الأولى للثورة، وما تخللها من أحداث ومجازر عايشها أبناء درعا، وقال: نحن باقون على نهج أولئك الأطباء الذين قدموا حياتهم في سبيل رسالتهم، وسيبقى عطاؤهم نبراساً يضيء طريقنا.
الدكتور جمال شقير، اختصاصي تجميل من الأطباء الذين تم تكريمهم في الحفل، بيّن أن هذا المهرجان يعبر عن الوفاء لجيل من الأطباء الذين حملوا مهنتهم بصدق وشجاعة في ظرف لا يشبه أي ظرف آخر.

وأضاف: الأطباء الذين كُرمت عائلاتهم اليوم كانوا قدوة لنا جميعاً، قدموا ما يفوق طاقتهم في زمن كان فيه العمل الطبي مغامرة يومية، ونحن هنا لنقول: إن حضورهم ما زال حياً في قلوبنا، وإن رسالتهم لا تزال تمتد في كل طبيب يواصل عمله بشرف وإنسانية.
ويأتي هذا المهرجان في سياق جهود نقابة الأطباء لإحياء ذكرى الأطباء الذين خسرهم القطاع الطبي خلال سنوات الثورة حيث قدم العديد منهم حياتهم أثناء معالجة الجرحى في ظروف ميدانية بالغة الخطورة أو خلال الاعتقال والقصف والاستهداف المباشر للكوادر الطبية.
وتعد درعا إحدى المحافظات السورية التي فقدت عدداً كبيراً من أطبائها الذين أدوا رسالتهم المهنية في أحلك الظروف، ما جعل تكريم أسرهم ومتابعة شؤون أبنائهم واجباً رمزياً وأخلاقياً.

