الحسكة-سانا
تأخرت عمليات البذار والزراعة للموسم الزراعي الشتوي 2025/2026 في عموم مناطق الاستقرار الزراعي بمحافظة الحسكة، ولا سيما الزراعات البعلية، فيما انحصرت الزراعة المروية ضمن مساحات محدودة في مناطق متفرقة من المحافظة.
وينتظر فلاحو المحافظة هطول الأمطار لبدء الأعمال زراعة القمح والشعير، إذ تبدأ عادةً زراعة محصول الشعير البعلي في مناطق جنوب المحافظة في منتصف تشرين الأول الماضي، إلا أن الفلاحين ما زالوا مترددين في الزراعة خشية استمرار انحباس الأمطار لفترة أطول.
الظروف الجوية وارتفاع التكاليف
وأوضح المزارع إبراهيم الجاسم أن الظروف الجوية غير مواتية للزراعة حتى الآن، على عكس المواسم السابقة التي كانت الزراعة فيها مبكرة نتيجة هطول الأمطار في أوقاتها المناسبة، وتحديداً في مناطق الاستقرار الزراعي الرابعة جنوب المحافظة، مشيراً إلى أن ارتفاع تكاليف الأعمال الزراعية يشكل ضغطاً إضافياً.
صعوبات في تأمين البذار الموثوقة
بدوره قال الفلاح عبيد السليم من أهالي الريف الجنوبي: “لا يمكن البدء حالياً، ننتظر هطول الأمطار”، مشيراً إلى صعوبة تأمين البذار الموثوقة كونها تُشترى من السوق السوداء، وقد تكون غير ملائمة أو ذات إنتاجية منخفضة، فضلًا عن ارتفاع أسعارها بشكل كبير، مبيناً أن عدداً قليلاً جداً من الفلاحين أمَّن البذار من الموسم الزراعي الماضي.
وحول أسعار البذار الخاصة بمحصولي القمح والشعير أكد خليل دهام العامل في تجارة البذار، أن مصدر البذار محلي ومعظمها من الموسم السابق، وجرت معالجتها لبيعها خلال الموسم الحالي، مبيناً أن الإقبال ضعيف حتى الآن والكميات المباعة قليلة، مع وجود حالات احتكار للبذار بهدف طرحها بعد الأمطار بأسعار مضاعفة.
وأوضح أن الأسعار الرائجة مرتفعة أصلاً، وقد تشهد زيادة كبيرة عقب هطول الأمطار، إذ يبلغ سعر طن القمح المعالج نحو 470 دولاراً، بينما يتراوح سعر طن الشعير بين 450 و500 دولار بحسب النوعية.
انحباس الأمطار أخّر الزراعة الشتوية
من جانبه، بيّن مدير زراعة الحسكة المهندس عز الدين الحسو سبب تأخر الزراعة الشتوية للمحاصيل الرئيسية وهو انحباس الأمطار بشكل عام، مشيراً إلى أن المساحات المزروعة خلال الموسم الحالي محصورة بالمحاصيل المروية، وهي محدودة جداً، وخاصة في المناطق الشمالية من المحافظة، متوقعاً أنه سيكون هناك إقبال أكبر على الزراعة في حال هطول الأمطار، إذ لا يزال هناك وقت كافٍ لزراعة المحاصيل الاستراتيجية، كون مواعيد الزراعة تختلف من منطقة استقرار زراعي إلى أخرى.
إنجاز خطة مديرية الزراعة للموسم الشتوي
وبين، أن المديرية أنجزت الخطة الزراعية للموسم الشتوي، وتم إرسالها إلى الوزارة بانتظار إقرارها، وتتضمن زراعة 148,500 هكتار قمح مروي و35,000 هكتار شعير مروي، بينما بلغت مساحات البقوليات 11,310 هكتاراً، والمحاصيل العلفية 5,740 هكتارات، إضافة إلى 7,300 هكتارات من الخضار الشتوية.
ولفت إلى أن الخطة الزراعية للمحاصيل البعلية تتضمن زراعة 366,773 هكتار قمح و253,347 هكتار شعير بعلي، أما بالنسبة لمساحات الحمّص البعلي فبلغت 16,776 هكتاراً، والمحاصيل العلفية 35,561 هكتاراً، إضافة إلى 4,366 هكتارات من المحاصيل العطرية.