دمشق-سانا
وجّه رجال الدين المسيحي في سوريا نداءً عاجلاً إلى أعضاء الكونغرس الأمريكي، طالبوا فيه بالإلغاء الكامل والدائم لقانون قيصر والعقوبات الثانوية المرافقة له، مشيرين إلى أن استمرار العمل بهذا القانون يعيق جهود إعادة الإعمار والاستقرار.
وشدد الموقعون على الرسالة على أن قانون قيصر بات عقبة كبرى أمام تعافي الاقتصاد السوري حيث يمنع الحكومة والمستثمرين من إعادة بناء البنية التحتية، ويحرم الشعب السوري من ضروريات الحياة الأساسية كالكهرباء والمياه والتعليم والرعاية الصحية، لافتين إلى أن استمرار العقوبات ساهم في تسريع وتيرة هجرة المسيحيين من وطنهم، ما يهدد بإفراغ مهد المسيحية من جذوره التاريخية.
وأعرب رجال الدين المسيحي عن تقديرهم لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإصدار إعفاء مؤقت يعلّق العمل بالقانون، ولتشجيعه الكونغرس على إلغائه بالكامل، مثمّنين الدعم الحزبي المشترك داخل المجلس لهذا التوجه.
وشددوا على أن إلغاء القانون يُعد مسألة حياة ووجود بالنسبة للمسيحيين السوريين، إذ يمنحهم فرصة للبقاء في وطنهم وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، مبينين أن رفع العقوبات سيسمح للسوريين في المهجر بدعم مجتمعاتهم مالياً، والمساهمة في إعادة إعمار الكنائس المتضررة، وإنعاش النشاط الاقتصادي عبر مشاريع توفر فرص عمل للشباب وتحدّ من الهجرة.
وفي ختام رسالتهم عبّر رجال الدين عن قلقهم من حملات التضليل التي تستهدف المسيحيين السوريين، وتُروّج لروايات تهدف إلى إثارة صراع طائفي، مؤكدين أن العدالة لا تُبنى على العقوبات، بل على فتح أبواب الحياة والأمل، ودعوا أعضاء الكونغرس إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري، والتمسك بقيم الحرية والكرامة والعدالة من خلال إلغاء هذا القانون الجائر.