دير الزور-سانا
بدأت محافظة دير الزور التحضيرات لإطلاق حملة مجتمعية بعنوان “دير العز” تهدف إلى جمع التبرعات النقدية لتنفيذ مشاريع خدمية وتنموية متكاملة في مجالات التعليم والصحة والسكن والأمن والغذاء، بما يلبي احتياجات السكان.
جمع 5 ملايين دولار لإحياء المحافظة بعد الدمار
وأوضح المتحدث باسم الحملة حسين العبد الله في تصريح لـ سانا، أن الحملة الإعلامية لـ “دير العز” بدأت منذ عدة أيام، وتتضمن التواصل والتنسيق مع رجال الأعمال وأبناء المحافظة في الداخل والخارج، وغيرهم من الفعاليات المؤثرة لتوسيع دائرة المشاركة، بهدف الوصول إلى تبرعات بقيمة 5 ملايين دولار.
وبين العبد الله أن الحملة التي تقام برعاية محافظ دير الزور، وبإشراف مجلس أمناء ومشاركة ناشطين وإعلاميين ستُطلق رسمياً خلال الأسابيع المقبلة، وفق رؤية شاملة لإعادة الأمل والحياة إلى المحافظة ريفاً ومدينةً، بعد أن تجاوزت نسبة الدمار في بنيتها التحتية 80 بالمئة جراء جرائم النظام البائد، مشيراً إلى أن المشاريع ستعالج بشكل مباشر أولويات المواطنين في واقعهم المعيشي، وتؤمن الخدمات الأساسية التي تعزز الاستقرار.
المشاريع المستهدفة
وأوضح العبد الله أن التبرعات التي سيتم جمعها تستهدف القطاعات التالية:
البنية التحتية: شراء آليات ثقيلة، لدعم عمل البلديات في فتح الطرق وإزالة الأنقاض، إضافة إلى تعبيد الطرقات الرئيسية لتحسين حركة المرور وربط الأحياء ببعضها.
الأمن: تركيب منظومة متكاملة من كاميرات المراقبة لتعزيز الأمان ومكافحة الجريمة.
السكن: ترميم وتأهيل 100 منزل لأسر شهداء الثورة السورية الأشد حاجة، بما يضمن لهم حياة كريمة.
الصحة: شراء جهاز رنين مغناطيسي (MRI) للمشفى الوطني لتقديم خدمة نوعية لآلاف المرضى، وتخفيف عناء السفر والتكاليف العلاجية والإقامة خارج المحافظة.
التعليم: إعادة تأهيل خمس مدارس متضررة لضمان بيئة تعليمية مناسبة.
الخدمات الأساسية: إنشاء ودعم عدد من المخابز لتأمين مادة الخبز بانتظام وأسعار مناسبة.
المجتمع: ترميم وتأهيل مجموعة من المساجد المتضررة للحفاظ على دورها الروحي والاجتماعي.
ودعا العبد الله الجميع إلى المشاركة في الحملة، سواء السوريون بالداخل أو في الدول الأخرى، معتبراً أنها ليست مشروعاً تنموياً فقط بل هي وفاء لمحافظة دير الزور التي عانت لعقود من إهمال وجرائم النظام البائد، وتقع على عاتق الجميع مسؤولية إعادة النهوض بها.
يشار إلى أن أبناء محافظة دير الزور أطلقوا بعد التحرير عدداً من المبادرات لإعادة الحياة إلى المدينة، فكانوا شركاء وداعمين في تأهيل المدارس والمراكز الصحية، إعادة تأهيل المعالم الرئيسية فيها منها الكورنيش وفتح الطرقات وإنارة الشوارع وتقديم مستلزمات طبية وأجهزة طبية حديثة، إضافة إلى مشاركة عدد من الأطباء السوريين المغتربين في تقديم خدمات طبية لأهالي المحافظة، ومنهم فريق الجمعية الطبية السورية الأمريكية “سامز” الذي أنجز 60 عملاً جراحياً خلال زيارته للمحافظة في تموز الماضي.
المبادرات من حماة وحلب وحمص إلى درعا ودير الزور
وشهد عدد من المحافظات السورية إطلاق حملات مماثلة في الآونة الأخيرة، حيث سبق مبادرة “دير العز” إطلاق حملة “حماة تنبض من جديد” في كانون الثاني الماضي التي شاركت فيها محافظة حماة وفعاليات اقتصادية وأهلية ومغتربون سوريون، وجرى خلالها ترميم وإعادة تأهيل العديد من المدارس والمشافي والطرقات، ولا تزال الحملة مستمرة للنهوض بالواقع الخدمي فيها، كما أطلقت حلب في حزيران الماضي حملة “لعيونك يا حلب” ضمن حفل جماهيري حاشد أقيم في ساحة سعد الله الجابري، بمشاركة رسمية وشعبية وأهلية واسعة.
وفي السياق نفسه أطلقت محافظة حمص في الـ 13 من آب الجاري مؤتمر ”أربعاء حمص” الذي تجاوزت قيمة التبرعات خلاله أكثر من 13 مليون دولار لإعادة الإعمار في المحافظة، كما تنجز محافظة درعا حالياً التحضيرات الأخيرة لحملة ”أبشري حوران” التي ستنطلق مساء السبت القادم من مدرج بصرى الأثري.