نيويورك-سانا
حذّرت الأمم المتحدة من أن استمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري وتدمير البيئة، سيؤدي إلى خسائر بشرية واقتصادية جسيمة، مؤكدة أن الاستثمار في العمل المناخي قادر على تحقيق مكاسب سنوية قد تصل إلى 17.19 تريليون يورو بحلول عام 2070.
جاء ذلك في تقرير “التوقعات البيئية العالمية السابعة”، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) تحت عنوان المستقبل الذي نختاره، والذي أعده 287 عالماً من 82 دولة، حيث شدّد التقرير على ضرورة تبني نهج شامل ومترابط يضم المجتمع والدولة؛ لإعادة تشكيل الاقتصاد والبيئة، باعتباره الخيار الوحيد لمواجهة تصاعد تهديدات تغيّر المناخ، بحسب موقع يورونيوز.
وأوضح التقرير، أن استمرار تشغيل الاقتصادات بالوقود الأحفوري واستخراج الموارد البكر وتدمير الطبيعة سيؤدي إلى تراكم الأضرار، متوقعاً أن يقتطع تغيّر المناخ نحو 4% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي سنوياً بحلول عام 2050، ويتسبب في وفاة ملايين الأشخاص وارتفاع معدلات الهجرة القسرية، كما أشار إلى أن عدم معالجة الأزمة قد يجعل من تدهور غابة الأمازون وانهيار الصفائح الجليدية واقعاً شبه مؤكد، مع تراجع وفرة الغذاء وفقدان مساحات شاسعة من الأراضي الطبيعية.
في المقابل، أكد التقرير أن الاستثمار في العمل المناخي يمكن أن يجنب نحو 9 ملايين وفاة مبكرة بحلول عام 2050 نتيجة انخفاض تلوث الهواء، ويسهم في انتشال 200 مليون شخص من الفقر المدقع، وتوفير مصادر مياه آمنة لـ 300 مليون شخص، ورغم التكاليف الأولية الكبيرة، فإن المنافع الاقتصادية العالمية ستبدأ بالظهور اعتباراً من عام 2050، لتصل تدريجياً إلى نحو 20 تريليون دولار سنوياً بحلول عام 2070.
من جانبها، شددت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) إنغر أندرسن، على أن هذا المسار الجديد يبدأ بتجاوز الناتج المحلي الإجمالي كمقياس وحيد للرفاه الاقتصادي، مؤكدة أن التغيير رغم صعوبته يبقى ضرورة لا بد منها، وأن أمام البشرية خيارين لمستقبلها، وعليها أن تختار الطريق الصحيح.
ودعا التقرير إلى التحول نحو نماذج الاقتصاد الدائري التي تقلل البصمة المادية، وإزالة الكربون بسرعة من نظام الطاقة عبر الابتعاد عن الوقود الأحفوري، رغم معارضة بعض الدول المنتجة للنفط، التي أعاقت إدراج خريطة طريق للتخلص التدريجي منه في الاتفاق النهائي لقمة المناخ “كوب 30″، كما شدّد على أهمية أنماط غذائية مستدامة، وتقليل الهدر الغذائي، وتحسين الممارسات الزراعية، وتوسيع المناطق المحمية، واستعادة النظم البيئية المتدهورة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أكد خلال مؤتمر “كوب 30” في البرازيل الشهر الماضي، أن إنقاذ كوكب الأرض يتطلب تنازلات وشجاعة من جميع الوفود المشاركة، محذراً من أن تجاوز حاجز 1.5 درجة مئوية للاحترار العالمي بات خطراً وشيكاً لا مفر منه دون تحرك عاجل.