واشنطن-سانا
وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشروع قانون تمويل الحكومة لينهي أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة استمر 43 يوماً، وتسبب باضطرابات في قطاعات اقتصادية حيوية، وترك مئات الآلاف من الموظفين دون أجور، وسط تبادل الاتهامات بين الديمقراطيين والجمهوريين حول أزمة الميزانية.
جاء ذلك بعد تصويت مجلس النواب بأغلبية بسيطة للموافقة على حزمة أقرها مجلس الشيوخ من شأنها إعادة فتح الإدارات والوكالات الفدرالية.
عودة 670 ألف موظف لوظائهم
وسيسمح الاتفاق الآن لحوالي 670 ألف موظف حكومي تم تسريحهم مؤقتاً بالعودة إلى العمل، كما سيحصل عدد مماثل، ممن بقوا في مناصبهم دون أجر من بينهم أكثر من 60 ألف مراقب حركة جوية وموظف أمن المطارات، على رواتبهم المتأخرة.
وينص الاتفاق أيضاً على إعادة الموظفين الفدراليين الذين سرّحهم ترامب أثناء فترة الإغلاق، فيما سيعود السفر الجوي الذي تعطل في أنحاء البلاد إلى طبيعته بشكل تدريجي.
14 مليار دولار خسائر الإغلاق الحكومي
ولم تحدد بعد كلفة الإغلاق، إلا أن مكتب الميزانية في الكونغرس يقدر أنه تسبب في خسارة 14 مليار دولار.
ومنذ بداية الأزمة مارس ترامب ضغوطاً على الديموقراطيين من خلال السماح للإغلاق الحكومي بأن يكون قاسياً قدر الإمكان ورفضه التفاوض بشأن مطالبهم المتعلقة بالتأمين الصحي.
وحُرم مليون موظف فدرالي من رواتبهم، وأصبحت إعانات الغذاء المخصصة للأمريكيين ذوي الدخل المنخفض مهددة، وواجه المسافرون جوّاً، إلغاء أو تأخير آلاف الرحلات قبل عطلة عيد الشكر.
الديمقراطيون تراجعوا عن موقفهم
وأظهرت استطلاعات الرأي أن الناخبين حمّلوا الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب المسؤولية بشكل متزايد مع استمرار الإغلاق الحكومي لأكثر من 40 يوماً، لكن الديموقراطيين هم الذي تراجعوا ومنحوا الجمهوريين الأصوات الإضافية التي كانوا يحتاجون إليها بموجب قواعد مجلس الشيوخ، دون الحصول على التنازلات الرئيسية التي كانوا يطالبون بها.
انقسام في الحزب الديمقراطي
وتسبب الاتفاق على نص التسوية بانقسام بين الديموقراطيين، إذ قالت العديد من الشخصيات البارزة: إنه كان ينبغي عليهم التمسك بتمديد إعانات التأمين الصحي التي كانت محور معركة الإغلاق الحكومي.
ورغم معارضته الصريحة لمشروع القانون والتصويت ضده، تعالت أصوات داخل الحزب الديموقراطي مطالبة زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بالاستقالة، متهمة إياه بالفشل في حشد دعم أعضاء كتلته داخل المجلس.
وكان ذلك محبطاً بشكل خاص للديموقراطيين، إذ جاء التراجع بعد أيام فقط من انتصارات انتخابية وضعت ترامب في موقف حرج للمرة الأولى منذ عودته إلى البيت الأبيض.
وأبرزت انتصارات الديموقراطيين في مدينة نيويورك ونيوجيرزي وفيرجينيا على وجه الخصوص، قضية تكاليف المعيشة وهي نقطة ضعف بالنسبة إلى ترامب والجمهوريين قبل انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، لكن الجمهوريين في مجلس الشيوخ وعدوا الديموقراطيين بالتصويت على التأمين الصحي، في وقت يتوقع أن تتضاعف تكاليف برنامج “أوباما كير” لملايين الأميركيين دون تمديد الإعانات.