جوهانسبرغ-سانا
حذر تقرير صادر عن خبراء اقتصاديين ومتخصصين في الصحة العامة تابعين للأمم المتحدة، من أن تفاقم التفاوتات الاقتصادية داخل الدول وفيما بينها، يجعل العالم أكثر عرضة للجوائح، ويسهم في نشوء حلقة مفرغة تتغذى من نفسها بين الفقر والمرض، بما يهدد الصحة العامة والاستقرار الاقتصادي على نطاق واسع.
التقرير الذي أعد لصالح برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية، بعد عامين من الأبحاث التي شارك فيها الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد جوزيف ستيغليتز وعدد من أبرز الخبراء، أوضح أن الجوائح الكبرى مثل “كوفيد-19″ و”إيبولا” و”الإيدز” كشفت هشاشة الأنظمة الصحية والاجتماعية، إذ أدت إلى زيادة الفقر لدى مئات الملايين، فيما ارتفعت ثروات الأغنياء بمعدلات غير مسبوقة.
وأكد معدو التقرير أن الفشل في معالجة جذور عدم المساواة بعد جائحة كوفيد-19، جعل العالم أقل استعداداً لمواجهة أزمات صحية جديدة، داعين الحكومات إلى تبني سياسات اجتماعية واقتصادية أكثر عدلاً، من خلال الاستثمار في شبكات الأمان الاجتماعي، وإعادة هيكلة الديون في الدول النامية، وضمان وصول التقنيات والعلاجات الطبية بشكل منصف.
وأشار ستيغليتز إلى أن الأوبئة ليست أزمات صحية فقط بل اقتصادية أيضاً، موضحاً أن اللجوء إلى سياسات التقشف ورفع أسعار الفائدة لتمويل التعافي، يضعف الأنظمة الصحية والتعليمية ويجعل المجتمعات أقل قدرة على الصمود.
تجدر الإشارة إلى أن تقارير الأمم المتحدة المتخصصة كانت قد حذرت مراراً في السنوات الأخيرة من اتساع فجوة الثراء عالمياً، وخاصة بعد جائحة كورونا التي عمقت التفاوت بين الدول الغنية والنامية، وبين الطبقات داخل المجتمعات نفسها.
ووفق بيانات البنك الدولي، فإن نحو 700 مليون شخص يعيشون حالياً تحت خط الفقر المدقع، بينما يملك 1 بالمئة من سكان العالم أكثر من نصف الثروة العالمية، ويرى خبراء أن استمرار هذا المسار يهدد بزيادة الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية، ويجعل الاستجابة للأزمات الصحية والبيئية أكثر صعوبة.