القدس المحتلة-سانا
يدخل قطاع غزة المنكوب اليوم عامه الثالث تحت وطأة حرب الإبادة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي في الـ 7 من تشرين الأول 2023، فيما تتواصل صرخة الشعب الفلسطيني “أوقفوا الحرب” كنداءٍ إنساني يتردّد في كل أنحاء العالم.
فمن العواصم الكبرى إلى المدن الصغيرة، تخرج ملايين الأصوات في مظاهراتٍ حاشدة تطالب بإنهاء دوّامة القتل والحصار، وتندد بالمأساة المستمرة التي تحصد أرواح الأبرياء وتدمّر ما تبقى من مقومات الحياة في غزة.
قصص ألم لا ينتهي في كل زاوية من القطاع، وجعٌ يسكن البيوت المهدّمة والوجوه المنهكة من النزوح والخوف، آلاف العائلات تواصل تنقّلها من مكان إلى آخر هرباً من القصف، بحثاً عن مأوى مؤقت أو لحظة طمأنينة لا تأتي، إذ لا شبر آمناً في غزة.

منازلٌ كانت تضج بالحياة تحوّلت إلى ركامٍ فوق رؤوس ساكنيها، وأطفالٌ فقدوا ذويهم يواجهون المجهول بأعينٍ تبحث عن يد تمتد للعون، فيما طلاب المدارس والجامعات يخسرون عامهم الدراسي الثالث، ولا أحد يملك إجابة على سؤالهم عن المستقبل.
المجاعة التي فتكت بالمئات تزيد قسوة الكارثة الإنسانية التي يعيشها نحو 2.2 مليون فلسطيني في القطاع، فيما الخيام الممزقة لا تقي أهلها برد الشتاء ولا حرّ الصيف، فيما المرضى والجرحى يتألمون بلا دواء ولا علاج، وسط نقصٍ حادٍ في المستلزمات الطبية والغذاء والمياه.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أصدر تقريراً يوثق أبرز الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني خلال عامين كاملين من حرب الإبادة الجماعية المستمرة على القطاع، كاشفاً عن أرقام صادمة تُظهر حجم الدمار والمجازر اليومية جاء فيه:
67173 فلسطينياً ارتقوا منذ بدء حرب الإبادة بينهم 20 ألف طفل، و1670 من الطواقم الطبية و140 من الدفاع المدني و254 من الصحفيين.
9500 مفقود.
640 فلسطينياً ارتقوا بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم 154 طفلاً.
39022 أسرة تعرضت لمجازر الاحتلال الإسرائيلي بينها 2700 أسرة أبيدت ومُسحت من السجل المدني و6020 أسرة أُبيدت وتبقى منها ناج وحيد.
الإصابات والاعتقالات:
169780جريحاً ومصاباً.
أكثر من 6700 فلسطيني تعرضوا للاعتقال منذ بدء حرب الإبادة بينهم 362 من الطواقم الطبية، و48 صحفياً و26 من طواقم الدفاع المدني.
2.142 مليون حالة أصيبت بأمراض معدية مختلفة نتيجة النزوح القسري.
المعطيات السكانية والسياق العام:

أكثر من 2.2 مليون نسمة في القطاع يتعرضون للإبادة والتجويع والتطهير العرقي.
90% نسبة الدمار الشامل الذي سببه الاحتلال.
200 ألف طن من المتفجرات ألقاها الاحتلال على القطاع.
أكثر من 80% من مساحة القطاع يسيطر عليها الاحتلال بالاجتياح والنار والتهجير.
136 مرة قصف الاحتلال منطقة المواصي التي يزعم أنها “إنسانية آمنة”.
القطاع الصحي:
38 مستشفى و96 مركزاً للرعاية الصحية قصفها الاحتلال أو دمرها أو أخرجها عن الخدمة.
197 سيارة إسعاف استهدفها الاحتلال.
788 هجوماً على خدمات الرعاية الصحية “مرافق، مركبات، كوادر، سلاسل إمداد”.
التعليم والمؤسسات الأكاديمية:
95 بالمئة من مدارس القطاع لحقت بها أضرار مادية نتيجة القصف وتحتاج إلى إعادة بناء أو تأهيل رئيسي.
أكثر من 400 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية دمرها الاحتلال كلياً.
أكثر من 13500 طالب ارتقوا بنيران الاحتلال.
ما يزيد عن 758 ألف طالب حرمهم الاحتلال من التعليم.
193 عالماً وأكاديمياً و830 معلماً وكادراً تربوياً قتلهم الاحتلال.
السكن والنزوح القسري والإيواء:

268 ألف وحدة سكنية دمرها الاحتلال كلياً، و 148 ألف وحدة دمرها الاحتلال بشكل بليغ، وأضحت غير صالحة للسكن.
153 ألف وحدة سكنية دمرها الاحتلال جزئياً.
288 ألف أسرة فلسطينية بدون مأوى.
125 ألف خيمة اهترأت كلياً من أصل 135 ألفاً.
2 مليون مدني تعرضوا للنزوح المتكرر بسبب سياسة التهجير القسري.
293 مركزاً للإيواء استهدفه الاحتلال.
التجويع ومنع المساعدات والعلاج:
222 يوماً على إغلاق الاحتلال التام لجميع معابر قطاع غزة.
650 ألف طفل معرّضون للموت بسبب سوء التغذية والجوع ونقص الغذاء.
40 ألف رضيع “أقل من عام” مهددون بالموت جوعاً لنقص حليب الأطفال.
120 ألف شاحنة مساعدات إنسانية ووقود منع الاحتلال دخولها القطاع.
47 تكية طعام، و61 مركزاً لتوزيع المساعدات استهدفها الاحتلال في إطار فرض سياسة التجويع.
128 مرة استهدف الاحتلال قوافل المساعدات والإرساليات الإنسانية.
أكثر من 22 ألف مريض بحاجة للعلاج في الخارج ويمنعهم الاحتلال من السفر.
5200 طفل يحتاجون إجلاءً طبياً عاجلاً لإنقاذ حياتهم.
350 ألف مريض مصاب بمرض مزمن في خطر بسبب منع الاحتلال إدخال الأدوية.
دور العبادة والمقابر:
835 مسجداً دمرها الاحتلال بشكل كلي، و180 بشكل جزئي.
3 كنائس استهدفها الاحتلال أكثر من مرة.
40 مقبرة دمرها الاحتلال من أصل 60 مقبرة.
2450 جثماناً سرقها الاحتلال من المقابر.
7 مقابر جماعية أقامها الاحتلال داخل المستشفيات انتشلت منها جثامين 592 فلسطينياً.
البنية التحتية والمرافق العامة:
725 بئر ماء مركزية دمرها الاحتلال وأخرجها من الخدمة.
أكثر من 5 آلاف كيلومترات أطوال شبكات كهرباء، و2285 محولة دمرها الاحتلال.
أكثر من 700 ألف متر طولي شبكات مياه ومثلها من شبكات الصرف الصحي وأكثر من 3 ملايين متر طولي شبكات طرق وشوارع دمرها الاحتلال.
208 مواقع أثرية وتراثية استهدفها الاحتلال.
الخسائر الاقتصادية:
70 مليار دولار مجموع الخسائرالأولية المباشرة للإبادة الجماعية.
5 مليارات دولار للقطاع الصحي.
4 مليارات دولار للقطاع التعليمي.
28 مليار دولار للقطاع الإسكاني.
4 مليارات دولار للقطاع الصناعي.
4.5 مليارات دولار للقطاع التجاري.
2.8 مليار دولار للقطاع الزراعي.
3 مليارات دولار لقطاع الاتصالات والإنترنت.
2.8 مليار دولار لقطاع النقل والمواصلات.
1.4 مليار دولار لقطاع الكهرباء.
6 مليارات دولار للقطاع الخدماتي والبلديات.
730 يوماً متواصلة من القتل والتدمير والتطهير العرقي، ولا يزال الاحتلال ماضياً في حرب الإبادة، رغم النداءات الأممية المتكرّرة وصدور عشرات القرارات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ورغم فداحة المأساة واتساع حجم الدمار والمعاناة يومياً، يكتفي المجتمع الدولي بالشجب والاستنكار، مكتفياً بمراقبة واحدةٍ من أبشع الحروب التي انتهكت فيها كل القوانين والأعراف الإنسانية، تاركاً الشعب الفلسطيني يواجه الموت والحصار دون أي خطوة عملية لإنقاذه.